الردّة بعد وفاة الرسول (صلى الله علیه و آله)

ما معنى حدیث «ارتدّ الناس بعد رسول اللَّه (صلی الله علیه وآله) إلّا ثلاثة»؟

إنّ الصحبة تكون ذات مزيّة إذا كانت في طاعة الله ورسوله(ص)، فالعدول والانحراف عن الخطّ السليم الذي رسمه الرسول الأعظم(ص) للأمّة بالنسبة لإمامة أمير المؤمنين(ع) هو: نوع من التراجع والارتداد عن منهج الرسالة في تطبيق أوامره ونواهيه(ص), وهذا هو معنى الروايات الواردة في مصادرنا الخاصّة في هذا المجال.
وأمّا ما يثار في حقّ الشيعة بأنّهم يقولون بارتداد كلّ الصحابة, فهذا إفك وبهتان عظيم, كيف وهم يلتزمون بالولاء لأفضل الصحابة، وهو: عليّ(ع) وأهل بيته, وأيضاً يعظّمون ويبجّلون بعضهم، أمثال سلمان وأبي ذر وعمّار والمقداد، وغيرهم.
نعم, هم يعتقدون - وفقاً للأدلّة العقلية والنقلية - بعدول بعض منهم عن خطّ الرسالة بعد ارتحال النبيّ(ص)؛ فإن ورد لفظ ردّة وارتداد لبعض الصحابة في روايات ومصادر الشيعة, فإنّما هو ارتداد عن الولاية والإمامة لأمير المؤمنين(ع)، لا ارتداد عن الإسلام.

اصناف الصحابة من حیث العدالة

هل جميع الصّحابة عدول؟ وما هو موقف القرآن في هذا السياق؟

إنّ موضع الخلاف لیس إلّا فی نقطة واحدة، وهی أنّ أهل السنّة یقولون بأنّ کلّ من رأى النبیّ (ص) وعاشره ولو یوماً فهو محکوم بالعدالة منذ اللقاء إلى یوم أُدرج فی کفنه، ولو صدر منه قتل أو نهب أو زنا أو غیر ذلک، محتجّین بما نسب إلى رسول الله صلى الله علیه وآله: «أصحابی کالنجوم، بأیّهم اقتدیتم اهتدیتم».
لكن الشيعة ترى إن الصحبة بمجردها وإن كانت فضيلة جليلة، لكنها غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وفيهم البغاة، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة، أما البغاة على الوصي، وأخي النبي، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند، وابن الزرقاء وابن عقبة، وابن أرطاة، وأمثالهم فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين أمره

تزکیة کلّ من حضر فی غزوة بدر

هل یشهد القرآن أنّ الّذین حضروا البدر کلّهم عدول منزّهون؟

إنّ الحاضرین فی غزوة بدر، تنازعوا وتشاجروا فی أمرین، ونزل الوحی فی ذمّهم وقدحهم، و إلیک الأمرین:
الاوّل. تنازعهم فی الغنائم الحربیة، الثانی: تنازعهم فی الأسرى:
ثمّ إنّه یستفاد من الآیات أمران:
الأوّل: انّ الحافز لأکثرهم أو لفئة منهم هو الاستیلاء على عرض الدنیا دون الآخرة 
الثانی: لقد بلغ عملهم من الشناعة درجةً، بحیث استحقّوا مسَّ عذابٍ عظیم

ارتداد الصّحابة فی الکتاب و السّنّة

هل یمکن ان یرتدّ بعض الصّحابة؟

أخبر النبی- صلَّى الله علیه وآله وسلَّم- فی حدیثه بصورة الجزم عن ارتداد قسم کثیر من أصحابه على نحو یعمّ کافّة الطوائف من الصحابة ولا یختصّ بالطلقاء والوافدین فی العام التاسع، وهذا ممّا لا یشکّ فیه أحد إذا تدبّر فی الأحادیث  منها: روى أنس بن مالک أنّ رسول الله- صلَّى الله علیه و آله وسلَّم- قال: «لیردنَّ علیَّ الحوض رجال ممّن صاحبنی، حتى إذا رأیتهم، ورفعوا إلیَّ اختلجوا دونی، فلأقولنَّ: أی‏ ربّ، أصحابی أصحابی، فلیُقالنّ لی: إنّک لا تدری ما أحدثوا بعدک».

ضعفاءُ الصحابة

هل من الصحابة اناس لا یمکن القول بعدالته؟

هناک رجالًا من السلف لا یسوغ لمنصف یمتلک مقیاساً شرعیاً سلیماً أن یذهب إلى جواز حبّهم أو الترحّم علیهم؛ لأنّ فی ذلک خروجاً صارخاً عن أبسط المقاییس والموازین الشرعیة، منهم: معاوية ابن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية، وعمر بن العاص، ومروان بن الحكم، والوليد بن عقبة وغيرهم.

موقف الشیعه فی عدالة الصّحابه

ما هو موقف الشیعه من عدالة الصّحابه ؟

لا یتحتّم الحکم بالعدالة بمجرّد الصحبة؛ وهی لقاء النبی (صلى الله علیه وآله) مؤمناً به ومات على الإسلام. وإنّ ذلک لیس کافیاً فی ثبوت العدالة بعد الاتّفاق على عدم العصمة المانعة من صدور الذنب، فمن علمنا عدالته حکمنا بها وقبلنا روایته، ولزمنا له من التعظیم والتوقیر، بسبب شرف الصحبة ونصرة الإسلام والجهاد فی سبیل اللَّه ما هو أهله، ومن علمنا منه خلاف ذلک لم تقبل روایته

حسن العاقبة هو معیار القضاء الحاسم

هل یجوز القضاء الحاسم فی الصحابة؟

إنّ القضاء الحاسم فی عدالة الشخص هو دراسة عامّة صفحات تاریخ حیاته، و إلّا فلو حسنت حیاته فی فترة من فترات عمره ثمّ تبدّلت حاله و جنح إلى الفسق والفجور، فلا یستدلّ بحسن حاله فی أوائل عمره على کونه من أهل السعادة، بل المعیار هو دراسة أُخریات عمره.
پایگاه اطلاع رسانی دفتر مرجع عالیقدر حضرت آیت الله العظمی مکارم شیرازی
سامانه پاسخگویی برخط(آنلاین) به سوالات شرعی و اعتقادی مقلدان حضرت آیت الله العظمی مکارم شیرازی
تارنمای پاسخگویی به احکام شرعی و مسائل فقهی
انتشارات امام علی علیه السلام
موسسه دارالإعلام لمدرسة اهل البیت (علیهم السلام)
خبرگزاری دفتر آیت الله العظمی مکارم شیرازی

الإمامُ علىٌّ(عليه السلام)

غايةُ الآخِرةِ البَقاءُ

پايان آخرت، هستى و بقاست

ميزان الحکمه، جلد 1، ص 54