المفاتیح الجدیدة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
المفاتیح الجدیدة

اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذِی جَعَلَ الدُّعَاءَ ذَرِیعَةً إِلَى رَحْمَتِهِ، وَسَبَباً لاِِجَابَتِهِ، وَقَالَ: «أُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ» وَجَعَلَ زَیَارَةَ أَوْلِیَائِهِ وَسِیلَةً إِلَى رِضْوَانِهِ، وَسَبِیلا إِلَى مَرْضَاتِهِ، وَنَیْلِ الشَّفَاعَةِ عِنْدَهُ.
ثُمَّ جَعَلَ جَمِیعَ ذلِکَ سَبَباً لِتَرْبِیَةِ النُّفُوسِ، وَتَهْذِیبِ الْقُلُوبِ، وَتَطْهِیرِ الاَْرْوَاحِ عَنْ دَنَسِ الذُّنُوبِ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِیِّهِ مُحَمَّد وَأَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ النُّجَباءِ، أَلَّذِینَ عَلَّمُونا طُرُقَ الزِّیَارَةِ وَالدُّعَاءِ، لاَ سِیَّمَا بَقِیَّةَ اللهِ الْمُنْتَظَرَ أَرْوَاحُنَا فِدَاهُ، وَسَلَّمَ تَسْلِیماً کَثِیراً.


یبدو من الضروریّ ذکر بعض الاُمور قبل الخوض فی مباحث هذا الکتاب.
1. کتب الدعاء والزیارة وکتاب مفاتیح الجنان
سعى عدد من الأعلام طیلة التأریخ الشیعیّ لجمع الأدعیة والزیارات الصادرة عن النبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله)وأئمّة الهدى(علیهم السلام) لیرووا من هذا المعین العذب جمیع عشّاق مناجاة الله والوالهین لزیارة أولیاء الله، ومنهم:
1. المرحوم الکلینی (مؤلف کتاب «الکافی» و«کتاب الدعاء» المتوفى عام 329 هـ ).
2. ابن قولویه (مؤلف کتاب «کامل الزیارات» المتوفى عام 368 ه).
3. الشیخ الصدوق (مؤلف کتاب «الدعاء والمزار» المتوفى عام 381 ه).
4. شیخ الطائفة الشیخ الطوسی (صاحب «مصباح المتهجد» المتوفى عام 460 ه).
5. السید ابن طاووس (صاحب «مهج الدعوات» و«فلاح السائل» و«زهرة الربیع» و«جمال الاسبوع» و«إقبال الأعمال» و... المتوفى سنة 664 ه).
6. ابن فهد الحلی (صاحب «عدّة الداعی» و«المزار» المتوفى عام 841 ه).
7. الکفعمی (صاحب «المصباح» و«البلد الأمین» المتوفى عام 905 ه).
8. الشیخ البهائی (صاحب «مفتاح الفلاح» المتوفى سنة 1031 ه).
9. العلاّمة المجلسی (صاحب «زاد المعاد» و«ربیع الأسابیع» و«تحفة الزائر» و«مفاتیح الغیب» و«مقیاس المصابیح» المتوفى سنة 1110 ه).
وقد قام کلّ علم من هؤلاء الأعلام برسالته بأحسن وجه فی عصره حتّى برز المرحوم ثقةالمحدّثین الحاج الشیخ عباس القمّی(رحمه الله) المتوفى عام 1359 وقد خاض بما لدیه من ذوق متدفّق وقریحة شفّافة وإحاطة واسعة بتراث أهل البیت (علیهم السلام) وکتب الماضین فی الأدعیة والزیارات، فی تألیف کتابه الجامع «مفاتیح الجنان» الذی لاقى بفعل إخلاصه فی النیّة انتشاراً عالمیّاً، فشقّ طریقه إلى جمیع المساجد والبیوت فی مدّة قصیرة، فانتهل الجمیع من المعین الزلال لهذا العالم المخلص.
جدیر ذکره أنّ کتاب دعاء باسم «مفتاح الجنان» طبع قبل کتاب «مفاتیح الجنان» وانتشر فی أغلب البیوت، کان یعتمده أکثر الناس فی أدعیتهم، وللأسف کان ملوّثاً بالروایات الموضوعة والسقیمة، ممّا أغضب المرحوم الحاج الشیخ عباس القمّی واُستاذه الحاج نوری (والذی انعکس بالتفصیل فی «مفاتیح الجنان» ذیل زیارة وارث المطلقة) وهذا ما دفع المرحوم الحاج الشیخ لتألیف هذا الکتاب القیّم «مفاتیح الجنان» فأشار إلى ذلک فی مقدّمة کتابه. ولکن حیث ألّف هذا الکتاب کسائر أغلب الکتب فی ظلّ ظروف زمانیة ومکانیة خاصة، ویخاطب جماعة معیّنة، کان لابدّ أن یعاد النظر فیه بصورة شاملة فی عصرنا الراهن; فتزول نواقصه ویغضّ الطرف عن بعض مطالبه الإضافیة التی یمکن أن تستغلّ من البعض، ویعزّز بمدارک ومصادر الأدعیة والزیارات و... ویذکر سرّ الأدعیة والزیارات وفلسفتها وبرکاتها، ثمّ یتبع تنظیم جدید لینبثق بصیغة کتاب دعاء وزیارة متکامل من جمیع الجوانب ومتناسب مع عصرنا ولا سیّما لجیل الشباب.
کنت أفکر بهذا الأمر منذ سنین وأسأل الله أن یوفقنی إلیه، وبعد دراسة وافیة بهذا الخصوص رأیت من الضروری إشراک شخصین من فضلاء الحوزة العلمیة وأجلاّئها المخلصین والفاعلین وهما کلّ من الاستاذ العزیز حجّة الإسلام والمسلمین الشیخ سعید الداودی، والشیخ أحمد القدسی; والحمد لله فقد رحّبا بالعمل وخاضا فیه بمثابرة وتحمّلا العناء فی تنقیح وتحقیق المباحث، وکنت أشرف على جهودهما طیلة المراحل وأضیف ما کنت أراه ضروریاً. وما أن تمّ الفراغ منه حتّى خضع ثانیة للمراجعة وبحضورهما، وبالنتیجة أعتقد أنّ الکتاب الحاضر حقق تماماً الأهداف المذکورة، تقبّل الله من جمیع العاملین.
2. آثار الدعاء الروحیة
إنّ أحد الخصائص المهمّة لمدرسة أهل البیت (علیهم السلام) الأدعیة السامیة الروحیة العظیمة المضامین والملهمة التی خلقها أولئک الأئمّة الأطهار (علیهم السلام)، حتّى أنّ بعضها لیشبه الإعجاز، من قبیل دعاء کمیل، والصباح، والندبة، وأبو حمزة ودعاء عرفة. حقّاً لا تحفل مدرسة ولا طائفة بمثل هذه الأدعیة. وتهدینا هذه الأدعیة الغنیة بالمعارف الإسلامیّة منهج التهذیب والتزکیة و«السیر والسلوک إلى الله» وحیث یتوجّه فیها الکلام إلى الله، فإنّها تتألق لتسمو على ذروة أفکار البشریة. ولا شکّ فی أنّ للدعاء دوراً غایة فی التأثیر فی تربیة النفس البشریة وسوقها إلى مراتب الکمال ولعلّ الکثیر من الداعین یغفلون ذلک، ومع أنّ الله قریب من الإنسان، إلاّ أنّ الإنسان یجانبه ویبتعد عنه إثر غفلته وعدم توجّهه، وهنا یأتی دور الدعاء والذکر الذی یزیل الحجاب بین الداعی والله تعالى، فیلمس الإنسان القرب بصورة تامة. و«الدعاء» برعم الإیمان والإخلاص والحبّ والعبودیة. و«الدعاء» نسیم قدسیّ روحیّ، نفس المسیح الذی یفیض الحیاة «بإذن الله» على «العظام الرمیم». و«الدعاء» بحر زاخر بالمعانی الروحیة التی تدعو إلى مکارم الأخلاق. وکلّ نفس مقرون بالدعاء یمدّ الحیاة ویفرح الذات، وکلّ قلب یعیش نور الدعاء معمور بتقوى الله. والداعی یسأل الله بلوغ مقاصده الشخصیة، والله تعالى یرید تربیته الروحیة عن طریق الدعاء، والباقی ذریعة! ومن هنا یمکن القول: الدعاء: الإکسیر الأعظم، وکیمیاء السعادة، وماء الحیاة، وروح العبادة; کما جاء فی الحدیث «الدُّعاءُ مُخُّ العِبادَةِ»(1) والطریف ـ حسب شهادة القرآن ـ أنّ قیمة الإنسان عند الله بدعائه (قُلْ مـا یَعبَؤُا بِکُم رَبِّی لَوْلاَ دُعـاؤُکُم)(2). وزبدة الکلام:
الدعاء عنصر مهمّ فی تهذیب روح الإنسان.
الدعاء یحول دون الیأس، ویبثّ نور الأمل فی القلب.
الدعاء یمنح الإنسان القوّة إزاء المشاکل، ویلهمه درس المقاومة تجاه الخطوب والمحن.
الدعاء یختزن نشاط وحیویة الروح والقلب، وینقذ الإنسان من الضنک.
الدعاء یلهم الإنسان الصمود إزاء مصائب الحیاة.


1. بحارالأنوار: ج 90، ص 302، ح 39.
2. سورة الفرقان: الآیة 77.
3. مزایا «المفاتیح الجدیده» ومنهجنا فی هذا الکتاب
1. المزیّة الاُولى أنّه کتب بلغة الیوم، ویسهل إدراکه من قِبل الجمیع، خاصّة طبقة الشبّان.
2. سطّرت فی کلّ قسم من الأدعیة والزیارات مقدّمات مختصرة وعمیقة المعنى لتساعد فی تحصیل آثار الدعاء المعنویة وحالاته العرفانیة.
3. وردت مصادر الأدعیة والزیارات بدقّة تامّة فی الهوامش، واستندت فی کلّ موضع على مراجع مقبولة.
4. بالنظر إلى ضیق ومحدودیة وقت الناس فی عصرنا، فقد جرى اقتطاف أفضل الأعمال عند تشابه بعضها بالبعض الآخر.
5. منحت مطالب الکتاب نظاماً وترتیباً منطقیاً واضحاً لیکون الظفر بالأدعیة والزیارات أیسر وأسهل.
6. نحّیت المطالب الضعیفة والاُمور التی یمکن أن یستغلها الجهّال.
7. اکتفینا بالنسخة المتداولة عند تعدّد النسخ فی الأدعیة والزیارات المعروفة لتجنّب الحیرة (إلاّ أن یکون اختلاف النسخة مهمّاً ویجدر الالتفات إلیه) ووردت فی الموارد الاُخرى طبق المصدر المنقول.
8. جرى تلخیص بعض الروایات الواردة فی فضیلة الدعاء والزیارة وغیر ذلک دون المساس بمضمونها بهدف عدم الإطالة.
9. لمّا کان مضمون الروایة أحد علامات اعتبار سند الروایات، فقد رکّزنا على محتوى الأسانید، بالإضافة إلى الدقّة فیها فی انتخاب الأدعیة والزیارات.
4. سبیل استحضار القلب فی الدعاء والصلاة
لا شکّ فی أنّ روح الدعاء والصلاة بحضور القلب، وقلّما تتیسّر دونه الآثار التربویة والتهذیب والتزکیة وصفاء الروح، وهذا ممّا لا ریب ولا شکّ فیه، والأمر المهم الذی ینبغی الترکیز علیه، الطرق والسبل المؤدّیة لحصوله; فما أکثر من یتلهّف للظفر بحضور القلب والخضوع فی الصلاة والدعاء، ولکن لا یوفّقون لذلک مهما جهدوا. ولأجل نیل الخشوع وحضور القلب فی الدعاء والصلاة وسائر العبادات، لابدّ من تحقیق هذه الاُمور:
1. حصول المعرفة التی تصغّر الدنیا وتعظّم الله فی نظر الإنسان، حتّى لا یسع أمر دنیویٌّ أن یستقطب نظره حین مناجاة المعبود ویصرفه عن الله تعالى.
2. الإنشغال بالاُمور المختلفة والمتفرّقة فی أثناء الصلاة والدعاء عادة ما یشتّت حواس الإنسان، وکلّما وفق الإنسان للحدّ من الإنشغال بتلک الأمور، ساعده ذلک فی استحضار القلب فی عباداته.
3. هنالک دور لاختیار مکان الصلاة والدعاء وسائر العبادات فی هذا الشأن; ومن هنا تکره الصلاة أمام الأشیاء التی تشغل ذهن المصلّی، وکذلک أمام الأبواب المفتوحة، ومواضع تردّد الآخرین، وإزاء المرآة والصورة وما شابه ذلک، وعلى هذا الأساس کلّما کانت دور العبادة والمساجد ومعابد المسلمین بسیطة ومتواضعة، ساعدت فی حضور القلب.
4. اجتناب المعصیة عامل مؤثّر آخر; فالمعصیة تکدّر مرآة القلب وتحول دون انعکاس جمال المحبوب الحقیقی فیها، وتکون حجاباً لا یرى الداعی أو المصلّی نفسه حاضراً بین یدی الله; وعلیه لابدّ من هجر المعصیة قبل کلّ صلاة ودعاء والتوجه إلى الله، والترکیز على الأذکار الواردة فی مقدّمة الصلاة أمر فی غایة الأهمیّة.
5. الوقوف على معانی الصلاة والدعاء وفلسفة أفعالها وأذکارها عنصر مهمّ آخر فی حضور القلب; فطریق حضور القلب یتمهد إذا ما وقف الإنسان على معانی وفلسفة العبادات.
6. الإتیان بمستحبّات الصلاة والآداب الخاصة للعبادة والدعاء، سواء فی المقدّمات أو أصل الصلاة، یساعد کثیراً فی هذا الأمر.
7. بغضّ النظر عن کلّ ما سبق، فإنّ هذا الفعل کسائر الأفعال یتطلّب مراقبةً وتمریناً وجهوداً کبیرة; وما أکثر أن یعیش الإنسان حضور القلب بضع لحظات، ولکن إن واصل هذا الأمر وداوم علیه وسعى جهده، فإنّه یبلغ قدرة بحیث یسعه أن یغلق بوّابة فکره على غیر المعبود حین الصلاة والدعاء، ویمارس حضوره عند الله فیسأله ویناجیه. ومن هنا نوصی الجمیع ـ ولا سیّما الشبّان ـ بعدم الیأس من تشتّت الحواس وعدم حضور القلب فی عباداتهم ومواصلة الدرب وسیکون النصر حلیفهم إن شاء الله.
8. تغییر الشکل الظاهری فی بعض العبادات ذات الجانب التکراری له بالغ الأثر فی حضور القلب. مثلاً یغیّر السورة التی تقرأ بعد الحمد فی الصلاة، ویقرأ فی بعض الرکوعات والسجودات الذکر «سبحانالله» والبعض الآخر «سبحانربّیالعظیموبحمده»و«سبحانربّیالأعلىوبحمده»، ویغیّر أدعیة القنوت، أو یقرأ مثلاً دعاء کمیل بصورة عادیة تارة واُخرى بصورة مرتّلة وثالثة بصوت أو بصورة إخفات، وأن یرى نفسه حین الصلاة والدعاء فی حرم مکّة والمدینة وسائر المواقع المقدّسة، وقد دلّت التجربة على أنّ لهذا التغییر دوراً کبیراً فی الترکیز وحضور القلب.
9. الامتناع عن أکل الحرام والشبهة له عظیم الأثر بهذا الخصوص.
10. ناهیک عمّا مضى، لابدّ من سؤال الله بنیّة خالصة، نعمته الفضیلة حضور القلب فی الدعاء والصلاة والزیارة، فهو الکریم والرحیم الذی لا یردّ سائله ولا یخیب آمله.



5. آداب الدعاء وشرائط الاستجابة
هنالک آداب بالغة التأثیر فی استجابة الدعاء والتوجّه إلى الحبیب ونیل المزید من فیض الله ورحمته، ونشیر هنا ـ بالاستعانة بالروایات ـ إلى أهمّه:
أ) معرفة الله
یجدر بالداعی أن یعرف الله حقّاً ویؤمن بمالکیة الله وقدرته وعظمته وعلمه وإحاطته بکلّ شیء وکرمه ولطفه.
ب) حسن الظنّ بالله
صرّحت بعض الروایات بالثقة بالله حین الدعاء واستجابته، وإن لم یستجب الدعاء لبعض المصالح فإنّ الله وعد بأفضل من ذلک(1).
ج) الدعاء مع الشعور بالحاجة
لابدّ أن یقترن الدعاء بالشعور بالحاجة والعجز بحیث یوقن الإنسان أن لا ملجأ له سوى الله(2).
د) الدعاء المقرون بالتوجّه التام
لابدّ أن یخلی الداعی قلبه من کلّ ما سوى الله ویتوجّه بقلبه إلیه(3).
ه) الخضوع والانکسار فی الدعاء
یجب أن یقبل الداعی على الله بمنتهى الخشوع والتواضع ورقّة القلب(4); وأن یرفع یدیه إلى السماء (علامة تسلیم وتعظیم)(5) ویسأل حاجته بعین باکیة وقلب وجل(6).
و) الإستغفار والصلوات فی الدعاء
أن یستهلّ الدعاء بحمد الله والثناء علیه والاستغفار والتوبة والصلوات على محمّد وآله فهی مؤثّرة فی استجابة الدعاء(7).
ز) الإلحاح فی الدعاء
أوصى المعصومون: بالإلحاح فی الدعاء(8) ولا ینبغی أن ییأس الداعی ویکفّ عن الدعاء. وإضافة إلى النقاط المذکورة فممّا لا شک فیه أنّ للدعاء تأثیراً عظیماً فی استجابته، فی بعض الأوقات مثل لیلة الجمعة ونهارها والدعاء فی جوف اللیل والسحر ولا سیّما فی شهر رمضان المبارک ولیالی القدر وأمثال ذلک، وکذلک فی بعض الأماکن کالمسجد الحرام ومسجد النبیّ (صلى الله علیه وآله)والمشاهد المشرّفة(9).
ونختتم هذا القسم بکلام العارف الکامل والعالم الربّانی ورجل العلم والعمل المرحوم السید ابن طاووس إذ قال: «کن فی طلبک الحوائج من سلطان العالمین کما یکون لو طلبت حاجة مهمّة من بعض ملوک الآدمیین، فإنّک تتوصّل فی رضاهم بکلّ اجتهادک وقت حاجتک إلیهم، فکذلک اجتهد فی رضا الله عند حاجتک إلیه، ولا یکن إقبالک علیه دون إقبالک علیهم، فإنّک إن قصدت الله فی حاجة قد عجزت عنها أنت أو ملوک الدنیا بالکلّیة، فکیف یجوز أن یکون اهتمامک برضا الجلالة الإلهیّة دون اهتمامک برضا من قد عجز عنها. ثمّ لا تکن فی صوم الحاجة وصلاتها کالمجرّب، فإنّ الإنسان لا یجرّب إلاّ من یسوء ظنّه به، وقد عرفت أنّ الله قال: (الظَّانِّینَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَیْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)(10) ولکن کن على ثقة کاملة من رحمة الله وإنجاز وعوده أبلغ ممّا تکون لو قصدت حاتم الجواد فی طلب قیراط منه.
ولتکن نیّتک فی صوم حاجتک وصلاتک لنازلتک، وتصلّی صلاة الحاجة للأهمّ فالأهمّ من حاجاتک الدینیة، وأهمّها حاجات من أنت فی حفاوة هدایته وحمایته من الصفوة النبویة، ثمّ لحوائجک الدینیة وحاجتک التی عرضت لک الآن...»(11).



1. الکافی: ج 2، ص 473، ح 1.
2. وسائل الشیعة: ج 4، ص 1174، ح 1.
3. الکافی: ج 2، ص 473، ح 2.
4. المصدر السابق: ص 481، ح 6.
5. المصدر السابق: ص 479 و ص480، ح 1 و2.
6. وسائل الشیعة: ج 4، ص 1120، ح 1.
7. المصدر السابق: ص 1126 و 1127 و 1135.
8. بحار الأنوار: ج 90، ص 300 و 374.
9. للوقوف على المزید راجع بحار الأنوار: ج 90، ص 348، ح 15 و ص 351، ح 16.
10. سورة الفتح: الآیة 6.
11. جمال الاسبوع: ص 326 بتلخیص.



6. عوامل عدم استجابة الدعاء
یشکو البعض من تأخیر أو عدم استجابة الدعاء، ولا یلتفت إلى أنّ لإجابة الدعاء شرائطها کسائر جمیع الأعمال:
یجب أن نعلم بأنّ دعاء الله مقرون برحمته من جانبین; الجانب الأوّل التوفیق للدعاء، والجانب الآخر أنّ استجابة الدعاء من الله. فمجرّد دعاء الإنسان لله یعزى إلى توفیقه (سواء استجیب دعاؤه أم لم یستجب); فلیس لکلّ أحد توفیق التشرف بمناجاة الحقّ، وهذا بحدّ ذاته قیمة عظیمة لکلّ داع، مع ذلک فقد ذکرت الروایات بعض عوامل عدم استجابة الدعاء، وأهمّه:
أ) الاکتفاء بالدعاء والکفّ عن السعی
لابدّ من أن نعلم بأنّ الدعاء لا یعنی الکفّ عن السعی; لأنّ هذا الدعاء لا یستجاب; فلم یرد أی دعاء لتلافی الکسل والخمول. قال الإمام الصادق (علیه السلام) بشأن بعض من لا یستجاب دعاؤه: «... وَرَجُلٌ جَلَسَ فِی بَیتِهِ وَقَالَ: یـا رَبِّ ارْزُقْنِی، فَیُقَالَ لَهُ: أَلَم أجْعَلْ لَکَ السَّبِیلَ إلى طَلَبِ الرِّزْقِ...»(1).
ب) المعصیة والذنب
العدید من المعاصی تؤدّی إلى عدم استجابة الدعاء. قال علیّ (علیه السلام) لرجل شکا عدم الإجابة:
«... فأیُّ دُعاء یُستجابُ لَکُمْ مَعَ هَذ؟ وَقَدْ سَدَدْتُم أبوابَهُ وطُرقَهُ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَأصْلِحُوا أعْمَالَکُمْ، وأخْلِصُوا سَرائرَکُم وأمرُوا بِالْمَعرُوفِ، وَانهَوا عَنِ الْمُنْکَرِ فَیستَجِیبُ اللهُ لَکُم دعاءَکُم»(2).
کما صرّحت بعض الروایات بأنّ من عوامل عدم استجابة الدعاء عقوق الوالدین(3) وخبث السریرة والنفاق وتأخیر الصلاة عن وقتها وترک البرّ والإحسان والصدقة ولسان السوء و...(4).
ج) الدعاء على المؤمنین
لو دعا ظلماً على مؤمن لم یستجب دعاؤه(5).
د) الدعاء وقت الشدة
لا یستجاب الدعاء إن اقتصر على الشدّة ونسی الله عند الرخاء فقد جاء فی الخبر: «مَنْ سَرَّهُ أن یُستجابَ لَهُ فِی الشِّدَّةِ فَلیُکْثَرِ الدُّعاءَ فِی الرَّخاءِ»(6).
ه) أکل الحرام والشبهة
جاء فی الروایة «مَن أحَبَّ أنْ یُستجابَ دُعاؤهُ فَلیُطیِّبْ مَطعَمَهُ وَمَکسَبَهُ»(7) وفی روایة اُخرى أنّ شخصاً قال لرسول الله (صلى الله علیه وآله) أحِبّ أن یُستَجاب دعائی فقال (صلى الله علیه وآله) له: «طَهِّرْ مَأکَلَکَ وَلا تُدْخِلْ بَطنَکَ الحَرامَ»(8).
7. فلسفة عظیم الثواب على الأدعیة والزیارات والصلوات
صرّحت بعض الروایات بجزیل الثواب على بعض الأدعیة والزیارات والصلوات والأذکار بحیث یرد هنا سؤالان:
1. هل ینال هذا الثواب العظیم کلّ مسلم یقوم بهذه الأعمال السهلة، وما العلاقة بین هذه الأعمال وکلّ ذلک الثواب؟
2. رغم أنّ الرحمة الإلهیّة لامتناهیة ولا تنقص مهما أخذ منها «وَلا تَزیدُهُ کَثْرَةُ الْعَطاءِ إِلاّ جُوداً وَکَرماً»(9) لکن أحیاناً یزید هذا الثواب على حدّ الحاجة فی الحیاة الآخرة، وربّما یکفی المؤمن أمناً ولذّة نیل ثواب معنویّ ومتمیّز. ولابدّ من الالتفات فی جواب السؤال الأوّل إلى أنّه:
أوّلاً: إن تلقّی هذا الثواب الجزیل طبق صریح الآیات والروایات یتوقّف على الإیمان والإخلاص والتقوى، فقد قال القرآن: (إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِینَ)(10) وورد فی روایة عن الإمام الصادق(علیه السلام): «مَنْ قَالَ لاَ إلهَ إلاّ اللهُ مُخْلِصاً، دَخَلَ الْجَنّةَ، وَإخلاصُهُ أنْ یَحْجِزَهُ لا إلَه إلاّ اللهُ عَمّا حَرَّمَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ»(11). وقد نقل المرحوم العلاّمة المجلسی(رحمه الله)عدّة أحادیث بهذا المضمون فی «بحارالأنوار»(12). کما وردت فی بعض الروایات بشأن جزیل أجر الزیارات العبارة «عارفاً بحقّه» ومفهومها أن یعلم أنّ الإمام مفترض الطاعة ویأتمر بأوامره، ففی إحدى هذه الروایات عن الإمام الکاظم (علیه السلام)قال: «إذَا عَرَفْتَ حَقَّهُ وَحُرمَتَهُ وَوِلاَیَتَهُ...»(13).
ثانیاً: حفظ هذا الأجر والثواب مهم; لأنّ الإنسان قد یعدّ لنفسه ثواباً عظیماً بأعماله الصالحة، لکنّه یحرقه بنیران معاصیه وأعماله القبیحة. قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «مَنْ قَالَ لا إلهَ إلاّ اللهُ غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ» (کما ذکر النبیّ (صلى الله علیه وآله) مثل ذلک بالنسبة لأذکار اُخرى) فقال رجل من قریش: فما أکثر أشجارنا فی الجنّة. فقال(صلى الله علیه وآله): «نَعم وَلکِنْ إیّاکُمْ أن تُرسِلوا عَلیها نِیراناً فَتُحرِقُوها»(14) ثمّ استدلّ(صلى الله علیه وآله) بالآیة 33 من سورة محمّد (وَلا تُبْطِلُوا أَعمَالَکُم...).
ولابدّ من الالتفات فی جواب السؤال الثانی إلى أنّ الأجر الجزیل للقیامة یتناسب مع ذلک العالم العظیم; فالدنیا التی نعیش فیها إزاء عالم الآخرة، بمنزلة دار متواضعة فی مقابل جمیع المنظومة الشمسیة، أو أصغر من ذلک; وعلیه فلا ینبغی التعجب من عظمة ذلک الثواب، بالإضافة إلى أنّ ثواب الله یتناسب مع لطفه وکرمه لا مع أعمالنا، إلى جانب کون الأعداد والأرقام التی ترد أحیاناً فی هذه الروایات کنایة عن سلسلة من الثواب المعنویّ الجزیل والذی بیّن بصیغة أجر مادّی یتناسب مع العالم الذی نعیش فیه.



1. وسائل الشیعة: ج 4، ص 1159، الباب 50 من أبواب الدعاء، کتاب الصلاة، ح 3.
2. بحار الأنوار: ج 90، ص 377، ح 17.
3. الکافی: ج 2، ص 447، ح 1.
4. معانی الأخبار: ص 271، ح 2; بحار الأنوار: ج 70، ص 376، ح 12.
5. بحار الأنوار: ج 90، ص 378، ح 21.
6. وسائل الشیعة: ج 4، ص 1096، الباب 9 من أبواب الدعاء.
7. بحار الأنوار: ج 90، ص 358 و 373.
8. المصدر السابق: ص 373.
9. دعاء الافتتاح.
10. سورة المائدة: الآیة 27.
11. بحار الأنوار: ج 90، ص 197، ح 21.
12. المصدر السابق.
13. الکافی: ج 4، ص 582، ح 9 (ذکر المرحوم الکلینی روایات اُخرى فی هذا الباب قریبة من هذا المضمون).
14. بحار الأنوار: ج 90، ص 168، ح 3.



8. تبدیل الطلبات
یستفاد من بعض الروایات أنّ الله لا یستجیب أحیاناً لدعاء المؤمن، وبالمقابل یغفر له ذنوبه أو یدّخره له یوم القیامة. قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «مَا مِنْ مُسْلِم یَدعُو اللهَ بِدُعَاء إلاّ یَسْتَجِیبُ لَهُ فإمّا أنْ یُعَجَّلَ فِی الدُّنیا وإمّا أن یُدَّخَر للآخِرَةِ وإمّا أن یُکفَّر مِن ذُنوبهِ»(1).
وجاء فی روایة اُخرى: «إنّ المُؤمِنَ لَیَدْعُو فی حاجَتِهِ فَیَقُولُ اللهُ: أخِّروا حَاجَتَهُ، شَوْقاً إلى دُعَائِهِ فإذا کَانَ یَومُ القِیامَةِ یقولُ اللهُ: عَبْدِی دَعَوْتَنِی فی کذا فَأَخَّرْتُ إجَابَتَک فِی ثَوابِکَ کذا، وَدَعَوْتَنِی فی کذا فَأَخَّرْتُ إجابَتَکَ فی ثَواب، قال: فَیَتَمَنَّى الْمُؤمِنُ أنَّهُ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ فِی الدُّنْیا لِمَا یَرى مِنْ حُسْنِ ثَوابِهِ»(2). وممّا ینبغی الالتفات إلیه أنّ الإنسان وبجهله یسأل الله بکلّ کیانه حاجةً تضرّه فإن نالها فسدت دنیاه وآخرته، فیمسکها الله بلطفه ویفیض علیه نعمة اُخرى بدلاً منها; فمعرفتنا وعلمنا محدود وعلمه تعالى مطلق.


1. بحار الأنوار: ج 90، ص 378، ح 22.
2. المصدر السابق.



9. وصایانا للشبّان الأعزاء
ألفت نظر القرّاء الأعزاء إلى هذه الوصای:
1. کلّ ما ورد فی هذا الکتاب یعود إلى کتب معتبرة مثل «مصباح المتهجد» للشیخ الطوسی(رحمه الله)و«کامل الزیارات» لابن قولویه، وکتب المرحوم السیّد ابن طاووس، والمرحوم الکفعمی. کتب أولئک الأعلام الذین لا ینقلون شیئاً دون سند، وإن ذکروا دعاءً أو زیارة من رشحات أنفسهم الملکوتیة والربانیة صرّحوا به. وکان تحت تصرّفهم العدید من المصادر حین الکتابة، فخلّفوا هذه الآثار بالاقتباس منها. فقد کان لدى المرحوم السیّد ابن طاووس ألف وخمسمائة جزء حین ألف کتابه «الإقبال»(1) وصرّح فی کتابه «کشف المحجّة» أنّ أکثر من ستین کتاباً منها کانت فی الدعاء(2).
وکتب المحقّق المتتبع العالم الفذّ المرحوم آقا بزرک الطهرانی فی کتابه القیم «الذریعة» بشأن السیّد ابن طاووس، وبالجملة، للسید رضیّ الدین علیّ بن طاووس بتألیفه أجزاء کتاب التتمّات
وجمعها من تلک الکتب، حقّ عظیم على جمیع الشیعة، وکلّ من ألّف بعده کتاباً فی الدعاء فهو عیال علیه، مغترف من حیاضه، متناول من موائده، ویحقّ علینا تقدیر عمله(3).
وعلى هذا الأساس واستناداً لما ألّفه السیّد ابن طاووس فی الدعاء(4) کتکملة لکتاب «مصباح المتهجّد» لجدّه من اُمّه المرحوم الشیخ الطوسی، یتضحّ أنّ من یهیّىء هذه الأجزاء الأحد عشر (المتعلّقة بهذین العلمین)، کأنّه جنى تقریباً مجموعة کاملة فی الأدعیة والأعمال والزیارات (وقد استعنّا بها جمیعاً فی هذا الکتاب)(5).
وقال بشأن کتاب مصباح الکفعمی «صرّح فی مقدمة کتاب «جنّة الأمان الواقیة» (المعروف بمصباح الکفعمی) أنّه جمعه من الکتب المعتبرة والموثوقة»(6).
وقال المرحوم العلاّمة المجلسی(رحمه الله) فی مقدّمة «زاد المعاد»: ذکرت فی هذا الکتاب منتخباً من أعمال السنة وفضائل الأیّام واللیالی وأعمالها التی وردت بسند صحیح ومعتبر. وکان أصحاب الأئمّة(علیهم السلام) یهتمّون بضبط ونقل صحیح الأحادیث والأدعیة والعبارات الواردة عنهم (علیهم السلام): قال أحد أصحاب الإمام الکاظم (علیه السلام) عبدالله بن زید أنّ جماعة من خاصة صحابة أهل البیت (علیهم السلام)کانوا یأتون الإمام (علیه السلام)ویکتبون ما یقوله (وکانوا یذکرون العبارات والآداب کافّة)(7).
أیّها القارئ العزیز بالنظر لما ذکر سابقاً، لا یبقى مجال للشکّ فی اعتبار المصادر التی اقتبس منها مضمون هذا الکتاب، وعلیه یمکن العمل ببصیرة وضمیر وادع بالأدعیة والزیارات والأعمال الواردة فی هذا الکتاب، خاصة إن انتبهنا لأمرین آخرین بهذا الخصوص: الأوّل کما ذکر أنّ المحتوى الشامخ وسموّ معانی أغلب هذه الأدعیة والزیارات أفضل شاهد على صدورها عن المعصوم (علیه السلام)، فمثل هذه الألفاظ والمفاهیم لا یمکن أن تصدر سوى من روح المعصومین(علیهم السلام)، والآخر أنّه یمکن الاستفادة من قصد الرجاء، أی الإتیان بکلّ هذه الأدعیة والأعمال المستحبّة رجاء المطلوبیة; حیث جاء فی الحدیث النبوی: «مَنْ بَلَغَهُ شَیءٌ مِنَ الثّوابِ عَلَى شَیء مِنَ الْخَیرِ فَعَمِلَ بِهِ کَانَ لَهُ أجرُ ذَلکَ»(8).
2. وصیّتنا الاُخرى للقرّاء الأعزّاء ـ سیّما الشبّان المؤمنین الطاهرین ـ أن یهتمّوا بکیفیة الدعاء وأجوائه المعنویة أکثر من اهتمامهم بکمیّته، ویعلموا أنّ مجرّد قراءة دعاء کمیل أو الندبة أو أبو حمزة أو دعاء عرفة للإمام الحسین (علیه السلام) بحضور قلب یخلق لدیهم تحوّلاً وانقلاباً یغیّر مسیرة حیاتهم ویعرج بأرواحهم إلى السماء ویقرنهم بالملائکة، وهنا یتضحّ سرّ وفلسفة هذا الثواب العظیم الوارد لبعض الأدعیة.
أیّها الأعزّة: لنسعى جمیعاً بالمرور على المطالب الواردة فی بحث حضور القلب وآداب الدعاء وبالتفکیر فی مضامین الأدعیة أن نعیش حین الدعاء والصلاة والزیارة حالة تکون ألذّ لحظات حیاتنا وتقرّبنا کلّ آن أکثر فأکثر من الله. ونسعى من خلال التدبّر فی المحتوى والتوجّه بالمحضر الذی نرد فیه، والانتباه إلى القصور والتقصیر وصغر أنفسنا من جانب وعظمة وشموخ من نناجی من جانب آخر لکی تتّصل أرواحنا بالعالم العلویّ وتناجی المحبوب الحقیقیّ. فإن قرأنا دعاءًً المخاطب فیه الله نشیر إلى ما حبانا من لطف وحبّ طیلة عمرنا وما ستر علینا من ذنوب وقبائح وغذّانا به من نعم، فتلهج ألسنتنا لنلمس حبّه فی صلاحنا وهدانا ونتلمّس قربه والاُنس به. وإن کانت زیارة من زیارات الأئمّة الطاهرین (صلوات الله علیهم أجمعین) نرکّز على قربهم ولطفهم ورحمتهم وکرامتهم وأنّهم شفعاؤنا عند الله والمقرّبون له، وأنّهم یسمعون کلامنا ویردّون سلامنا ویرون مقامنا وموقعنا «وأعْلَمُ أنَّ رَسولَکَ وَخُلَفاءَکَ أحیاءٌ عِندَکَ یُرزَقُونَ، یَرَوْنَ مَقامی وَیَسْمَعُونَ کَلامی وَیَردُّونَ سَلامی»(9) لنشعر بلذّة وحلاوة مناجاتهم «وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِی بِلَذِیذِ مُناجَاتِهِم»(10). فإن دعونا وزرنا کذلک یسعنا الوثوق بکلّ دعاء وزیارة، وکأننا شرّفنا بزیارة الله والمعصومین (علیهم السلام)وجلّینا أرواحنا وقلوبنا وأزلنا ما علق بها من صدأ وظلمة، وهنا یحظى الدعاء والزیارة بمنزلته الحقیقیة ویتحقّق هدفه الأصلی. ویجب علیّ فی الختام أن أتقدم بالشکر الجزیل إلى الفضلاء الأجلاء کافّة الذین مدّوا ید العون فی إعداد هذا الکتاب وجهدوا فی تطبیق المصادر والتصحیح والطبع والنشر ولا سیّما الأفاضل السادة محمّد رضا حامدی ومسعود مکارم والسیّد عبدالمهدی توکل والشیخ هاشم الصالحی (دامت تأییداتهم) داعیاً الله لهم الموفقیة. وأرجو من الجمیع الدعاء وأن لا ینسونی وجمیع من جهد فی إعداد هذا الکتاب.
جدیر ذکره: استغرق هذا الکتاب عدّة سنوات;فإن کان هنالک من ملاحظة نتقبلها برحابة صدر.
قم ـ ناصر مکارم الشیرازی
2005 م


1. إقبال الأعمال: ج 1، ص 17 مقدمة التحقیق (طبع مکتب الاعلام الإسلامی).
2. کشف المحجّة: ص 131.
3. الذریعة: ج 8، ص 176 و 177.
4. وهو عشرة أجزاء وکلّ جزء فی قسم من الأعمال. مثلاً فلاح السائل فی أعمال اللیل والنهار والاقبال فقط فی أعمال الشهور (راجع الذریعة: ج 8، ص 178).
5. الذریعة: ج 8، ص 177 و 178.
6. المصدر السابق: ص 179.
7. المصدر السابق: ص 173; مستدرک الوسائل: ج 17، ص 292، ح 27.
8. وسائل الشیعة: ج 1، ص 59، أبواب مقدمات العبادات، الباب 18 (وردت عدّة روایات بهذا المضمون).
9. بلدالامین: ص 275. جدیر بالذکر هذه العبارات جانب من إذن الدخول لزیارة الرسول (صلى الله علیه وآله) فی المدینة فی مسجد النبی (صلى الله علیه وآله)ونقلت من هناک إلى المشاهد المشرفة الاُخرى.
10. المصدر السابق.

12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma