سؤال:
دليل النظم من أوضح الأدلة لإثبات الصانع، و النتيجة التي تستفاد منه هي أنّ العالم له منظم و مدبر، کما نتصرف نحن في الأشياء الموجودة في العالم و نوجد النظم فيها; لکن لايمکن الإستنتاج منه أنّ للموجودات في العالم خالق و صانع.
الجواب:
کما قيل إنّ برهان النظم أوضح دليل على وجود الله، لأنّه يُرى في کل جزء من الموجودات نظم و خطة و حساب، و کل موجود بهذا الشکل دليل على صدوره من مبداء عليم و قدير.
لکنّ البحث حول أنّه هل مدير موجودات هذا العالم و منظمها قد خلقها من العدم؟ بحث آخر أثبت في مبحث معرفة الله عن طريق عدم کون المادة أزليةً; لأنّه عندما أثبت أنّ المادة لايمکن أن تکون أزليةً فلابد أن يکون لها خالق وموجد قد أوجدها من العدم.
الخلاصة أنّ برهان النظم يثبت حکومة الباري تعالى على عالم الکون فقط، أما مسألة إيجاد الموجودات من العدم فتُثبت بدليل عدم کون المادة أزلية.
أثبت فلاسفة العالم حدوث المادة عن طريق الأدلة الفلسفية، و بعد إکتشاف القانون الثاني «الثرموديناميک» (الدينامي الحراري)، و القانون الحراري المسمى «آنتروبي» (شيخوخة العالم و قلة الحرارة و أنّ جميع الأجسام تتجه من الحرارة الى البرودة) أصبح حدوث المادة من المسائل الواضحة للعلوم الطبيعية.
هذا بحث مختصر بهذا الشأن:
أول شخص أدرک حدوث المادة و الطاقة عن طريق العلوم الطبيعية و أثبت أنّ عالم الخلقة له بداية هو إسحاق نيوتن. إستنتج نيوتن من مطالعاته أنّ العالم يتجه من النظم و الترتيب نحو اللانظام و الانحلال، و سوف يصل يوم تتساوى فيه حرارة جميع الأجسام. إستنتج من هذا أنّ العالم يجب أن تکون له بداية، ثم اعتقد من خلال مطالعاته للحرارة أنّ في جميع التغييرات الحاصلة على الحرارة يستبدل قسم من الطاقة المفيدة الى طاقة غير قابلة للاستفادة، و لاتتبدل الطاقة الغير قابلة للاستفادة الى طاقة مفيدة أبداً (و هذا هو القانون الثاني الثرموديناميک أو الدينامي الحراري).
أدرک العالم الذکي «بولتزمن» من خلال معلوماته الرياضية الواسعة أنّ القانون الثاني للحرارة و الحرکة حالة خاصة لقانون عام، و يشير الى أنّه في جميع الإنتقالات يضمحل جزء من النظم و الترتيب، و في مورد الحرارة يزول نظم و ترتيب الذرات و تتلاشى خطة الخلقة بواسطة تبديل الطاقة المفيدة الى طاقة غير قابلة للاستفادة.
الشرح هو أن نقول: حسب القانون الثاني للثرموديناميک، أي قانون الحرارة المسمى «آنتروبي» تسري الحرارة من الأجسام الحارة نحو الأجسام الباردة، و لايمکن لهذا السريان أن يحصل بصورة معکوسة تلقائياً.
في الحقيقة إنّ «آنتروبي» عبارة فى نسبة الطاقة الغير قابلة للاستفادة الى الطاقة المفيدة، و من جهة أخرى في العلم مسلم أنّ «آنتروبي» في حالة تزايد; فإذا کان العالم أزلي و ليست له بداية فإنّ حرارة الأجسام يجب أن تکون قد تساوت مندزمن، ولم تبق هناک طاقة مفيدة، و في النتيجة لايحصل أي تفاعل کيمياوي، و تصبح الحياة على الارض غير ممکنة، لکنّنا نشاهد إستمرار التفاعلات الکيمياوية، و الحياة على الارض تتجلى بمشاهد و صور جديدة.
الخلاصة: العالم مقبل على وضع تصل فيه جميع الأجسام الى درجة رديئة متشابهة و سوف لن يکون هناک طاقة تستعمل و تصبح الحياة غير ممکنة، فإذا لم يکن للعالم بداية و کان موجوداً من الأزل، کان يجب أن ينطفأ النظام الشمسي منذزمن بعيد، و لإنتهى وقود الشمس، و لظهرت جميع موجودات النظام الشمسي - و من جملتها الأرض و سکانها - بحالة من الخمول و الذبول، و لما وجد أي عنصر إشعاعي النشاط أصلا.
سؤال:
دليل النظم من أوضح الأدلة لإثبات الصانع، و النتيجة التي تستفاد منه هي أنّ العالم له منظم و مدبر، کما نتصرف نحن في الأشياء الموجودة في العالم و نوجد النظم فيها; لکن لايمکن الإستنتاج منه أنّ للموجودات في العالم خالق و صانع.
قال علي (عليه السلام):
جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلاِْسْلامِ عَلَماً وَ لِلْعَائِذِينَ حَرَماً
خداوند حجّ و کعبه را نشان و پرچمى براى اسلام قرار داد و براى پناه آورندگان، آنجا را خانه امن ساخت
وسائل الشيعة: 11/15
لا يوجد تعليق