الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
السؤال:هل طلب الشفاعة من غیر الله تتعارض والتوحید وتعد إعراضاً عن الله؟
الجواب: یقول البعض ولاجل اثبات هذه الدعوی: ان الواجب على مسلم ومسلمة أن یوظف همته فی سبیل الله ویتوکل علیه ویقبل علیه ویؤدی حق عبودیته بالشکل الصحیح وهکذا شخص اذا ودع الدینا وهو موحد فان الله تعالى یرسل نبیه لیشفع له على خلاف من لم یؤدی حق العبودیة بالشکل الصحیح ویرتکب اعمالاً على خلاف ذلک
من المصادیق التی تعد توکلاً على غیر الله وبناء آمال على غیره مسألة طلب شیء من غیر الله لا یقدر الا الله علیه ویعد الالتجاء الى غیر الله من عمل المشرکین واعتقاداتهم.
وکما تلاحظون فی الاستدلال المطروح فقد اعتبر طلب الشفاعة ضد التوحید ومساویاً بالشرک انطلاقاً من ان الشفاعة بید الله وان الله تعالى یشفع للموحد فقط ومن یطلب الشفاعة من الله فلیس بموحد وهو مشرک ولا تناله الشفاعة. ومن الواضح ان فی المقام مصادرة للمطلوب أی الدلیل نفس المدعى.
ان السؤال الذی یطرح نفسه هنا هو: لماذا طلب الشفاعة من غیر الله شرک؟
ان اصل البحث هو ان الانسان اذا طلب الشفاعة من غیر الله مشرک أم لا؟ واذا طلب احد من النبی (صلى الله علیه وآله) ان یشفع له (یا رسول الله أدع لی واستغفر لی) فما المانع فی ذلک؟ ان فی زمن حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) کان الناس یتوافدون علیه ویطلبون منه المغفرة وقد أشار القران الکریم الى هذه المسألة بوضوح حیث قال: «و لوا نهم اذ ظلموا انفسهم جاءوک فاستغفر واللّه و استغفر لهم الرسول لوجد واللّه تواباً رحیماً»(1).
ان هذه الآیة المبارکة لا تعتبر طلب الاستغفار من النبی (صلى الله علیه وآله) مذموماً وانما تشجع المسلمین على ذلک.
هناک مصادیق قرآنیة أخرى تشیر الى هذه المسألة منها: قول أبناء یعقوب (علیه السلام): یا ابانا استغفر لنان ذنوبنا(2) وقال لهم أبوهم: سوف استغفر لکم (3).
ان مفهوم الشفاعة لا یعنی الا ان نطلب من النبی (صلى الله علیه وآله) أو الائمة (علیه السلام) والاولیاء والصالحین والملائکة ان یدعوا ویستغفروا لنا یوم القیامة لان الملائکة تستعفر للمؤمنین، فهل هذا الطلب هو أقبال على غیر الله والتوکل على غیره؟
ان من یطلب من النبی (صلى الله علیه وآله) أو اولیاء الله أن یشفعوا له فهذا لا یمکن أن یوصف بالاعراض عنالله والاقبال على غیره. ومن یطلب من النبی (صلى الله علیه وآله) ان یدعوا له فإنه قد أقبل بفعله هذا على الله الا انه یطلب من النبی (صلى الله علیه وآله) ان یدعی له.
1. النساء 64
2. یوسف 97
3. یوسف 98
لا يوجد تعليق