الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
الجواب: نخلص الفرق بین الشفاعتین فی عدة نقاط:
1ـ تبدأ الشفاعة الصحیحة والواقعیة من الله تعالى وتنتهی بالمذنب ولکن فی الشفاعة الدنیویة أی ما هو رائج فی الجوامع البشریة تبدأ الشفاعة من المذنب وتنتهی بالحاکم أو الشخص الذی بیده مقاظاة المجرم.
ان الله فی صورة الشفاعة الصحیحة یجتبی واسطة وبلحاظ طلب الوسیط یغفر للمذنب وتشمله رحمته الواسعة. ان فی الحقیقة والواقع صفة رحمة الله هی الشفیع ولکن فی الشفاعة الدنیویة المذنب والمجرم یبحث عن وسیط یتوسط من خلاله لدى الحاکم.
2ـ فی الشفاعة الدنیویة الناس مخیرون فی اختیار الشفیع کما یختار المجرم الشفیع باختیاره وحسب رغبته ولکن فی الشفاعة الاخرویة اختیار الشفیع بید الله تعالى وهو من یختار من النفوس الطاهرة والکاملة شفعاء لیتوسطوا بین الله والمذنبین.
3ـ فی الشفاعة الدنیویة الشافع أی صاحب القدرة والجاه والحکم یتأثر بطالب الشفاعة ونوعیة طلبه وعلى هذا الاساس یغییر فی ارادته ونوع حکمه وتنفیذه ولکن لا تغییر فی المقام لشخصیة المذنب والمجرم فی حین ان فی الشفاعة الصحیحة صاحب القدرة والجاه وهو الله تعالى هو من یؤثر فی شخصیة طالب الشفاعة وهو المذنب وینجیه ویغسل نفسه من کدورة الاثم وآثار الذنوب.
4ـ فی الشفاعة الدنیویة والغیر صحیحة من الممکن ان ینال الشفاعة کل مجرم ومذنب وان کان البعض یغلق بسلوکه جمیع الابواب أمام غض نظر الحاکم أو صاحب القدرة عن الجریمة الا ان للشفاعة الدینویة لیس شروط محددة فی ان الشفاعة الصحیحة لیست هکذا وکل مجرم لا یستحق الشفاعة.
5ـ ان الشفاعة الدنیویة فیها نوع من التبعیض فی القانون حیث ان القانون لم یلحظ فی بنوده مسألة الشفاعة وحینئذ من ینجح فی طلب الشفاعة سوف یکون الرابح ولم ینفذ فی حقه القانون (العقاب) والذی لم یستطع فعاقبته الخسارة وتلقی العقاب.
لکن فی الشفاعة من النوع الاخروی فهی باب من ابواب الرحمة الالهیة الغیر المحدودة تشمل الاشخاص الذین یستحقون التطهیر والانقلاب نحو الافضل والاحسن والتخلص من العقوبة والمقاضاة. وبعد التطهیر تمحى جمیع آثار السوء والذنب ولا یستحقون العقاب فی حین ان من لم تناله الشفاعة لیس هذا بسبب التبعیض فی تطبیق القانون وانما بسبب قابلیة بعض الاشحاص تنالهم الشفاعة والرحمة والمغفرة الالهیة والمقصر فی هذه الحالة الانسان نفسه الذی لم یستطع ان یوفر شروط تحقق الشفاعة لنفسه.
لا يوجد تعليق