الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
السؤال: هل یمکن الوقوف على عظمة الخالق عن طریق الوقوف على عظمة المخلوقات؟
الجواب: بالرغم من أنّ القرآن الکریم نزل فی مجتمع الجاهلیة والتأخّر... إلاّ أنّنا عندما نلاحظ آیاته نراها غالباً ما تدعو المسلمین إلى التفکّر والتأمّل بالأسرار العظیمة التی یزخر بها عالم الوجود، الأمر الذی لم یکن مفهوماً فی ذلک العصر، وهذا دلیل واضح على أنّ القرآن الکریم صادر من مبدأ آخر، وأنّ العلم والمعارف الإنسانیة کلّما تقدّمت فإنّها تؤکّد عظمة القرآن الکریم أکثر فأکثر.
فالکرة الأرضیة التی نعیش علیها ـ مع کبر حجمها وسعتها ـ صغیرة فی مقابل مرکز المنظومة الشمسیة (قرص الشمس)، بحیث أنّها تساوى ملیون ومائتی ألف کرة أرضیة مثل أرضنا.
هذا من جهة، ومن جهة اُخرى فإنّ منظومتنا الشمسیة جزء من مجرّة عظیمة، یطلق علیها اسم «درب التبانة»(1)
وطبقاً لحسابات العلماء الفکلیین فإنّه یوجد فی مجرتنا فقط (000/000/000/100) ـ مائة ملیارد ـ نجمة، حیث تکون الشمس ومع ما علیها من عظمة إحدى نجومها المتوسطة.
ومن جهة ثالثة فإنّ فی هذا العالم الواسع مجرّات کثیرة إلى حدّ أنّها تخرج عن الحساب والعد، وکلّما تطوّرت التلسکوبات الفلکیة العظیمة تمّ کشف مجرّات اُخرى عدیدة.
فما أعظم قدرة هذا الربّ الذی وضع هذه الأسرار الکبیرة مع ذلک النظام الدقیق «العظمة لله الواحد القهّار».(2)
1. «المجرّات» هی: مجامیع من النجوم تعرف باسم «مدن النجوم»، ومع أنّ بعضها قریب من البعض الآخر نسبیاً، إلاّ أنّ الفاصلة بین بعضها والبعض الآخر تکون أحیاناً ملایین السنین الضوئیة.
2. الأمثل، ج 14، ص 313.
لا يوجد تعليق