3 ـ طریقةٌ اُخرى

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 1
خلاصة ما تقدم من مذاهب السّیر و السّلوک2 ـ طریقة المرحوم الملکی التّبریزی

فی رسالة «لقاء الله» للعالم والمحقق الکبیر، الآقا المصطفوی، أشار إلى برنامج آخر للسّیر و السّلوک، فی رسالته الجامعة و الغنیة، و المعتمدة على الآیات والأخبار، حیث أشار أولاً إلى الآیات المتعلّقة بلقاء الله، وبعدها شرع فی تفسیر معنى اللّقاء; أنّ المراد منه اللّقاء المعنوی و الرّوحی، وأضاف أنّ الإنسان ولأجل وصوله للقاء الله تعالى فی هذا السیر المعنوی، علیه أن یکسر حدود المادة والمکان و الزّمان، و کذلک الحدود الذّاتیة لکلّ المُمکنات، و یفنى فی عالم اللاّهوت، و یکون المخاطب لقوله تعالى: (یا أَیَّتُها النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ ارجَعِی إِلى رَبِّکِ راضِیَةً مَرضِیَّةً فادخُلِی فِی عِبـادِی و ادخُلی جَنَّتی )(1).

و أقترح خمسة مراحل للوصول إلى المقصود الأکبر:

المرحلة الاُولى: التّحرک على مستوى تکمیل وتقویة الإعتقادات، و التّوجه الخاص لاُصول الدّین.

المرحلة الثانیة: التّوبة من الذنوب، و التّحرک من هذا الموقع للإتیان بالأعمال الصّالحة وأداء الواجبات.

المرحلة الثالثة: السّعی الجاد لتطهیر النّفس من الرذائل، و تحلیتها بالفضائل الأخلاقیة.

المرحلة الرابعة: محو الأنانیّة، و الفناء فی مُقابل عظمة الحق.

و فی هذه المرحلة التی ینقطع الإنسان فیها عن التّعلقات المادیة، من الأهل والأموال والأولاد واللّذات، تکون الشّهوات المادیّة و الخیالیّة قد تغیّرت و تبدّلت، إلى تعلّق و إرتباط روحی ومعنوی، والذی یبقى هو التّعلق بالذّات و النّفس، و هذا التعلّقً متجذّر و قویّ لدرجة کبیرة جدّاً، ولشدّة ظهوره: خفی، و تبقى ملاحظةٌ واحدةٌ و هی، أنّ هدف السّالک فی جمیع هذه المراحل هو الوصول إلى لقاء الله، وفی الواقع والباطن أنّ کلّ عمل یکون قد أدّاه هو له ولنفسه.

وبعبارة اُخرى: کان یُرید الوصول إلى المقامات العلیا، و القُرب من الله تعالى، و الحصول على الکمالات المعنویة و الروحیة، فکلّ ذلک کان بدافع النّفس و الذّات، و لیس لِلهدف الأصلی، و لذلک فهو عند وصوله لمثل هذا المقام یفرح غایة الفرح، ولکن إذا وصل غیره إلى هذا المقام، فسوف لن یکون فرحاً لهذا الحد، وهنا یجب أن تُحذف «الأنا» و تُنسى، ویکون المحبوب للسّالک هو تجلّی الله سبحانه، لا من خلال حبّ الذّات، أو بعبارة أوضح، یجب أن تُمحى «الأنا»، و هی الحِجاب الأکبر و المانعُ الأقوى، و آخر الحُجب للوصول إلى الله تعالى ولقائه.

ولإزالة هذا المانع، توجد عدّة طرق:

1 ـ طریق التّوجه القلبی لله تعالى، و التّوحید الذّاتی و الصّفاتی والأفعالی، و منه یفهم أنّ غیره لا شیء فی مُقابله.

2 ـ التّفکر و الإستدلال للوقوف بوجه «الأنانیة» وحجاب النفس، بمعنى أن یرى أنّ الله تعالى غیر محدود بحدٍّ، و هو الأزلی و الحقّ المطلق، والنفس هی الموجود المحدود فی کلّ شیء، و فی منتهى الضّعف و العجز و الفقر والحاجة إلى الله تعالى، ومن دون المدد الإلهی فإنّها لا تستطیع الصّمود و لا لِلِحظة واحدة.

3 ـ المعالجة بالأضداد، بمعنى أنّه کلّما أحسّ بوجود «الأنا» فی وعیه، یعالج هذا الموقف بالتّوجه لله و الصّالحین من عباده، لکی یعیش فی الحضور الدّائم مع الباری تعالى.

المرحلة الخامسة: فی هذه المرحلة یصبح السّالک إنساناً ملکوتیاً، و یدخل فی عالم الجبروت!. و القصد من الدخول فی مرحلة الجبروت، هو أنّ الإنسان یصل إلى مرحلة من الصّفاء و الإخلاص، یکون فیها مندّکاً فی ذاتِ الله تعالى، وله نفوذٌ و سلطةٌ على الاُمور، فیتحرک فی أداء وظائفه الإلهیّة، و إرشاد الناس، و الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، من موقع المسؤولیة و الإنضباط فی خط الرّسالة، و یکون على بصیرة کاملة من أمره.

أو الأحرى، ینسى نفسه، ویکون على علم بکلّ المسائل والوظائف والأحکام والآداب الشرعیة، و طرق السّیر و السّلوک، و یکون تشخیصه لِلأمراض والأدویة دقیق جدّاً، کالطّبیب الحاذق الذی یعرف الدّاء و الدّواء و یشخصه جیّداً(1).

و الجدیر بالذّکر أنّه قد استدلّ لکلّ هذه المطالب فی کتابه، بالآیات و الرّوایات الإسلامیّة، کشاهد على مُدّعاه.

 

 


1. سورة الفجر، الآیة 27 إلى 30.

 

خلاصة ما تقدم من مذاهب السّیر و السّلوک2 ـ طریقة المرحوم الملکی التّبریزی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma