1 ـ حقیقة التّوبة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 1
2 ـ وجوب التّوبةالخطوة الاُولى: التّوبة

«التوبة» فی الأصل، هی الرجوع عن الذّنب «هذا إذا ما نسبت للمذنبین»، ولکن الآیات القرآنیة و الرّوایات نسبتها إلى الباری تعالى، وعلیه فیصبح معناها: الرجوع إلى الرّحمة الإلهیّة، تلک الرحمة التی سُلبت من الإنسان إثر إرتکابه للمعصیة و الذّنب، فبعد عودته لموقع العبودیة و العبادة، تمتد إلیه الرّحمة الإلهیّة من جدید، و بناءاً على ذلک فإنّ أحد أسماء الباری تعالى، هو (التواب).

و «التّوبة» فی الحقیقة: هی مشترک لفظی أو معنوی بین الله وعباده، (ولکن إذا ما نُسبت للعبد، تتعدى بکلمة «إلى»، وإذا ما نُسبت للباری تعالى، فهی تتعدى بکلمة «على»)(1).

و ورد فی «المحجّة البیضاء»، عن حقیقة التّوبة فقال: «إعلم أنّ التّوبة عبارةٌ عن معنى ینتظم و یلتئم، من ثلاثة اُمور مرتّبة: علم وحال و فعل، فالعلم أوّل والحال ثان و الفعل ثالث، أمّا العلم فهو معرفة عِظم ضرر الذنوب، و کونها حجاباً بین العبد و بین کلّ محبوب، فإذا عرفت ذلک معرفةً محقّقةً بیقین غالب على قلبه، ثار من هذه المعرفة، تألّمٌ للقلب بسبب فوات المحبوب، فإنّ القلب مهما شعر بفوات محبوبه تألّم، فإن کان فواته بفعله تأسّف على الفعل المفوّت، فیسمّى تألّمه بسبب فعله المفوّت لمحبوبه ندماً، فإذا غلب هذا الألم على القلب و إستولى; إنبعث من هذا الألم فی القلب، حالةً اُخرىً تسمّی إرادةً و قصداً إلى فعل له تعلّق بالحال و بالماضی و الإستقبال.

فثمر نور هذا الإیمان مهما أشرق على القلب، نار الندم فیتألّم به القلب، حیث یبصر بإشراق نور الإیمان أن صار محجوباً عن محبوبه»(2).

و هو الشّیء الذی یدعوه البعض: بالثّورة الروحیّة و النفسیّة، و یعتبرون التّوبة نوعاً من الإنقلاب الرّوحی، فی باطن الإنسان على کلّ شیء، وتحثّه هذه الحالة على إتخاذ موقف جدید، حیال أعماله وبرامجه الآتیة، من موقع الوضوح فی الرّؤیة لعناصر الخیر و الشرّ.

 


1. تفسیر الفخر الرازی و تفسیر الصّافی، ذیل الآیة 37 من سورة البقرة.
2. المحجّة البیضاء، ج 7، ص 5.

 

2 ـ وجوب التّوبةالخطوة الاُولى: التّوبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma