للوقایة من أخطار أیّ موجود خطر علینا، فی البِدایة نَلتَزِم حالة الإنتباه و التّوجه الّتام، لما یترتب علیه من أخطار، فعندما یستیقظ الإنسان کلّ یوم صباحاً، علیه أن یُوصی نفسه و معها على مستوى الحَذر، من شطَحات لسانه وأفکاره، لأنّ هذا العضو من البدن إذا تعامل معه الإنسان، من موقع الإنضباط فی خطّ المسؤولیّة، فسوف یصعد به إلى أوج السّعادة و الکَمال، و إذا أطلق له العِنان، فسیورد صاحبه فی المهالک، فهو وَحشٌ ضارَی لا همّ له إلاّ التّدمیر و التّخریب، وقد ورد هذا المعنى بصورة جملیة وتعبیرات مؤثّرة فی روایاتنا الشّریفة، منها ما ورد عن سعید بن جُبیر، عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)، حیث قال:
«إذا أَصبَحَ إبنُ آدَمَ أَصْبَحَتْ الأَعْضاءُ کُلُّها تَشْتَکِی اللِّسانَ أَی تَقُولُ إِتَّقِ اللهَ فِینا فَإِنَّکَ إِنْ اسْتَقَمْتَ إِسْتَقَمنا وَإِنْ إِعوَجَجْتَ إِعوَجَجنا»(1).
و جاء عن إمامنا السّجاد(علیه السلام):
«إِنَّ لِسان إبنِ آدَمَ یُشْرِفُ عَلى جَمِیعِ جَوارِحِهِ کُلَّ صَباحُ فَیَقُولُ کَیفَ أَصْبَحْتُم؟!
فَیَقُولُونَ بِخَیر إِنْ تَرَکْتَنا وَیَقُولُونَ اللهَ اللهَ فِینا، وَیُناشِدُونَهُ وَیَقُولُونَ إِنَّما نُثابُ وَنُعاقَبُ بکَ».(2)