ونجد فی الروایات الإسلامیة تعبیرات مختلفة وکثیرة فیما یتعلّق بحفظ السر وضرورة الالتزام بعدم إفشائه وإذاعته ممّا یدلّ على إهتمام الإسلام بهذا الموضوع حتى أنّه قرّر أنّ أسرار الآخرین بمنزلة الأمانة لدى الشخص وإفشائها یعنی الخیانة للأمانة:
1 ـ ما ورد عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «إِذا حدَّثَ الرَّجُلُ الحَدِیثَ ثُمَّ إلتَفَتَ فِهی أَمـانَةٌ»(1).
هذه الالتفاتة تعنی أنّه لا یرید أن یسمعه آخر، فحینئذ یکون إفشاء هذا السرّ بمثابة الخیانة بالأمانة.
2 ـ ونقرأ فی حدیث آخر عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) قوله: «مَنْ أَفشى سرَّاً إِستَودَعَهُ فَقَدْ خـانَ»(2).
3 ـ وفی حدیث آخر عن الإمام(علیه السلام) أیضاً أنّه قال: «مَنْ کَشَفَ حَجـابَ أَخِیهِ إِنکَشَفَ حَجـابَ بَیتِه»(3).
4 ـ ونقرأ فی حدیث آخر عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) قوله: «جُمِعَ خَیرَ الدُّنیـا وَالآخِرَةِ فِی کُتمـانِ السِّرِّ وَمُصـادَقَةُ الأَخیـارِ وَجُمِعَ الشَّرِّ فِی الاذاعَةِ وَمُواخـاةُ الأَشرارِ»(4).
وطبعاً فإنّ کتمان السر یمکن أن یکون إشارة إلى کتمان سر الإنسان نفسه، ولکنّ اطلاق العبارة یدلّ على شمول الحدیث لکتمان الأسرار الذاتیة التی تتعلّق بالآخرین.