تنویه

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 3
تفسیر واستنتاجطرق علاج الانتقام وکسب فضیلة العفو

إنّ (الغیرة) وردت فی الروایات الإسلامیة والنصوص الدینیة بعنوان أنّها فضیلة أخلاقیة مهمّة، وهی فی الأصل بمعنى الدفاع الشدید عن العرض والناموس أو المال والدین والمذهب والوطن وأمثال ذلک، وخاصة أنّ هذه المفردة وردت فی موارد یکون فیها الحق مختصّاً بشخص معیّن أو جماعة، ویرید الآخرون التعرّض لهذا الحق وسلبه من صاحبه أو أصحابه، فیقوم الطرف الآخر بالدفاع الشدید عن حقّه.

وعلى أیّة حال فإنّ هذه الصفة إذا تحلّى بها الإنسان وسلک بها طریق الاعتدال فإنّها تعدّ فضیلة کبیرة فی دائرة الأخلاق والقیم الإنسانیة، فما أعظم حالاً من أن یقوم الإنسان بالتصدّی ومنع الأجنبی عن التخطی إلى حریم عرضه أو وطنه ویقف فی مقابل هذا العدوان ویدافع عن حقّه إلى حدّ الموت.

ومع الأسف فإننا نعیش فی العالم المعاصر الذی إفتقد کثیراً من القیم الأخلاقیة واستولت علیه الکثیر من الانحرافات الأخلاقیة فی دائرة الاُسر والعوائل الخاصة، ولاسیما ما نجده فی العالم الغربی من الإرتباط اللاّمشروع بین النساء والرجال بحیث نسیت هذه الصفة الأخلاقیة، بل إنّها وصلت لدى البعض إلى حالة معاکسة فأصبحت مخالفة للقیم والاُصول الأخلاقیة واعتبرت من قبیل التعصّبات العمیاء والأنانیة، وهذا یعدّ بذاته فاجعة کبیرة على المستوى الأخلاقی والثقافی، فی حین أنّ الإنسان والمجتمع البشری لا یستطیع أن یتحرّک باتّجاه حمایة الأخلاق والقیم والمبادیء الدینیة والاجتماعیة بدون عنصر الغیرة.

وفی هذه الإشارة نعود إلى القرآن الکریم لنستوحی من آیاته دورساً وعبراً فی هذه المسألة المهمّة والأساسیة فی حیاة الإنسان الاجتماعیة:

1 ـ (لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَةِ لَنُغْرِیَنَّکَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ یُجَاوِرُونَکَ فِیهَا إِلاَّ قَلِیلا * مَلْعُونِینَ أَیْنََما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِیلا * سُنَّةَ اللهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِیلا)(1).

2 ـ (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّی کَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَأَکُنْ مِنْ الْجَاهِلِینَ)(2).

3 ـ (... وَلاَ یَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ مَا یُخْفِینَ مِنْ زِینَتِهِنَّ)(3).

 


1. سوره الأحزاب، الآیة 60 - 62.
2. سورة یوسف، الآیة 33.
3. سورة النور، الآیة 31.

 

تفسیر واستنتاجطرق علاج الانتقام وکسب فضیلة العفو
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma