2ـ آداب المجلس فی القرآن الکریم

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
سورة المجادلة / الآیة 12 ـ 13 1ـ مقام العلماء

أشار القرآن الکریم مرّات عدیدة إلى الآداب الإسلامیة فی المجالس ضمن المسائل الأساسیة، ومنها آداب التحیّة، والدخول إلى المجلس، وآداب الدعوة إلى الطعام، وآداب التکلّم مع الرّسول(صلى الله علیه وآله) وآداب التفسّح للأشخاص القادمین، خصوصاً ذوی الفضیلة والسابقین فی العلم والإیمان(1).

وهذا یرینا بوضوح أنّ القرآن الکریم یرى لکلّ موضوع فی محلّه أهمیّة وقیمة خاصّة، ولا یسمح لتساهل الأفراد وعدم اهتمامهم أن تؤدّی إلى الإخلال بالآداب الإنسانیة للمعاشرة.

وقد نقلت فی کتب الحدیث مئات الروایات عن الرّسول(صلى الله علیه وآله) والأئمّة الأطهار(علیهم السلام) حول آداب المعاشرة مع الآخرین. جمعها المحدّث الکبیر الشیخ الحرّ العاملی فی کتابه وسائل الشیعة، ج 8، حیث رتّبها فی 166 باباً.

وملاحظة الجزئیّات الموجودة فی هذه الروایات ترشدنا إلى مبلغ اهتمام الإسلام بالآداب الاجتماعیة. حیث تتناول هذه الروایات حتى طریقة الجلوس، وطریقة التکلّم والإبتسامة والمزاح والإطعام، وطریقة کتابة الرسائل، بل حتى طریقة النظر إلى الآخرین، وقد حدّدت التعلیمات المناسبة لکلّ منها، والحدیث المفصّل عن هذه الروایات یخرجنا عن البحث التّفسیری، إلاّ أنّنا نکتفی بحدیث واحد عن الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) حیث یقول: «لیجتمع فی قلبک الإفتقار إلى الناس، والاستغناء عنهم، فیکون إفتقارک إلیهم فی لین کلامک وحسن سیرتک، ویکون استغناؤک عنهم فی نزاهة عرضک وبقاء عزّک»(2).


1. جاءت هذه التعلیمات من خلال التسلسل فی الآیات التالیة: (آداب التحیّة والسلام: النساء، 86) و(آداب الدعوة إلى الطعام: الأحزاب، 53)، و(آداب التکلّم مع الرّسول: الحجرات، 2)، و(آداب التفسّح: فی الآیات مورد البحث).
2. وسائل الشیعة، ج 8، ص 401.
سورة المجادلة / الآیة 12 ـ 13 1ـ مقام العلماء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma