2ـ التوبة باب إلى رحمة الله

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
سورة التّحریم / الآیة 9 ـ 12 1ـ تعلیم وتربیة العائلة

کثیراً ما تهجم على الإنسان الذنوب واللوابس ـ خاصّة فی بدایات توجّهه وسلوکه إلى الله ـ وإذا أغلقت جمیع أبواب العودة والرجوع بوجهه، فإنّه سیبقى فی نهجه هذا إلى الأبد، ولهذا نجد الإسلام قد فتح باباً للعودة وسمّاه «التوبة»، ودعا جمیع المذنبین والمقصّرین إلى دخول هذا الباب لتعویض وجبران الماضی.

یقول الإمام علی بن الحسین(علیه السلام) فی مناجاة التائبین:

«إلهی أنت الذی فتحت لعبادک باباً إلى عفوک سمّیته التوبة، فقلت (توبوا إلى الله توبة نصوح) فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه !!»(1).

وقد شدّدت الروایات على أهمیّة التوبة إلى الحدّ الذی نقرأ فی الحدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام) أنّه قال: «إنّ الله تعالى أشدّ فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته وزاده فی لیلة ظلماء فوجدها»(2).

کلّ هذه الروایات العظیمة تحثّ وتؤکّد على هذا الأمر الحیاتی المهمّ.

لکن ینبغی التأکید على أنّ التوبة لیست مجرّد (لقلقة لسان) وتکرار قول (استغفر الله) وإنّما للتوبة شروط وأرکان مرّت الإشارة إلیها فی تفسیر التوبة النصوح فی الآیات السابقة.

وکلّما تحقّقت التوبة بتلک الشروط والأرکان فإنّها ستؤتی ثمارها وتعفی آثار الذنب من قلب وروح الإنسان تماماً، ولذا ورد فی الحدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام): «التائب من الذنب کمن لا ذنب له، والمقیم على الذنب وهو مستغفر منه کالمستهزء»(3).

وقد وردت بحوث اُخرى عن التوبة فی ذیل الآیة 17 من سورة النساء وفی ذیل الآیة 53 من سورة الزمر.


1. المناجات الخامسة عشر، مناجات الاول، (بحارالأنوار، ج 94، ص 142).
2. أصول الکافی، ج 2، باب (التوبة، ح 8).
3. المصدرالسابق، ح 10.
سورة التّحریم / الآیة 9 ـ 12 1ـ تعلیم وتربیة العائلة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma