جاء فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «حملة العرش ـ والعرش العلم ـ ثمانیة، أربعة منّا، وأربعة ممّن شاء الله»(1).
وجاء أیضاً فی حدیث آخر لأمیر المؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: «فالذین یحملون العرش، هم العلماء، الذین حمّلهم الله علمه»(2).
ونقرأ فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرض(علیه السلام) أنّه قال: «العرش لیس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة»(3).
إنّ ما یستفاد من هذه الأحادیث ـ بشکل عام ـ أنّ للعرش تفسیراً آخر بالإضافة إلى التّفسیر السابق الذی ذکرناه سابقاً ـ وهو (صفات الله) ـ صفات مثل (العلم) و(القدرة)، وبناءً على هذا، فإنّ حملة العرش الإلهی هم حملة علمه، وکلّما کان الإنسان أو الملک أکثر علماً، کان له سهم أکبر فی حمل العرش العظیم.
ومن هنا فإنّ هذه الحقیقة تتبلور بصورة أفضل وهی: أنّ العرش لیس تختاً جسمانیاً یشبه تخوت السلاطین، بل له معان عدیدة کنائیة مختلفة إذا استعمل منسوباً إلى الله تعالى.