العذاب العاجل

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
إشکالات المعاندین الواهیة!سبب النّزول

من هنا تبدأ سورة المعارج حیث تقول: (سأل سائل بعذاب واقع)، هذا السائل کما قلنا فی سبب النزول هو النعمان بن الحارث أو النضر بن الحارث وکان هذا بمجرّد تعیین الإمام علی(علیه السلام) خلیفة وولیّاً فی (غدیر خم) وانتشار هذا الخبر فی البلاد، حیث رجع مغتاظاً إلى رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) وقال: هل هذا منک أم من عند اللّه؟ فأجابه النّبی(صلى الله علیه وآله) مصرّحاً: «من عند اللّه»، فإزداد غیظة وقال: اللّهم إن کان هذا هو الحقّ من عندک فأمطر علینا حجارة من السماء، فرماه اللّه بحجارة من السماء فقتله.(1)

هناک تفسیر آخر أعم من هذا التّفسیر وأشمل منه، وهو أنّ سائل سأله لمن هذا العذاب الذی تتحدث عنه؟ فیأتی الجواب فی الآیة الاُخرى: (للکافرین لیس له دافع).

وحسب تفسیر ثالث یکون هذا السائل هو النّبی(صلى الله علیه وآله) والذی دعا على الکافرین بالعذاب فنزل.

ولکن مع أنّ التّفسیر الأوّل أکثر ملاءمة للآیة فإنّه منطبق تماماً على روایات سبب النزول.

ثمّ یضیف بأنّ هذا العذاب خاص بالکفّار ولا یستطیع أحد دفعه عنهم: (للکافرین لیس له دافع).(2)

وتصف الآیة الاُخرى من ینزل العذاب منه، وهو اللّه ذی المعارج فتقول الآیة: (من اللّه ذی المعارج)، أی صاحب السماء التی یعرج إلیها الملائکة.

«المعارج» جمع «معرج» بمعنى المصعد أو المکان الذی منه یصعدون، إذ إنّ اللّه جعل للملائکة مقامات مختلفة یتوجهون بها إلى قربه بالتدریج، وقد وصف اللّه تعالى بذی المعارج.

نعم، الملائکة المأمورون بتعذیب الکفّار والمجرمین، والذین هبطوا على إبراهیم(علیه السلام)، وأخبروه بأنّهم قد اُمروا بإبادة قوم لوط، وفعلوا ذلک إذ قلبوا بلاد اُولئک القوم الفاسقین رأساً على عقب.

وهم الذین اُمروا کذلک بتعذیب المجرمین الباقین.

وقیل المراد بـ (المعارج) الفضائل والمواهب الإلهیّة، وقیل المراد بها (الملائکة)، ولکن المعنى الأوّل هو الأنسب، وهو ملائم للمفهوم اللّغوی.


1. «الباء» فی (بعذاب واقع) حسب هذا التفسیر باء زائدة للتأکید وفی نظر البعض تعنی (عن)، وهذا ممّا یطابق التّفسیر الثّانی (یجب الألتفات إلى أنّ السؤال إذا کان بصیغة الطلب یتعدى بمفعولین وإذا کان بمعنى الاستفسار یکون مفعوله الثّانی مع (عن).2. «واقع» صفة للعذاب و«للکافرین» صفة ثانیة و(لیس له دافع) صفة ثالثة وقد احتمل أن (الکافرین) له علاقة بـ (العذاب) وإذا کانت (اللام) تعنی (على) فإنّها ستتعلق بـ (واقع).
إشکالات المعاندین الواهیة!سبب النّزول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma