هذه الآیات تبیّن أهمّیة إحیاء اللیل بالعبادة وقراءة القرآن عندما یکون الغافلون نیاماً، وکما أشرنا من قبل فإنّ العبادة فی اللیل وبالخصوص عند السحر لها الأثر البالغ فی تصفیة الروح وتهذیب النفوس والتربیة المعنویة للإنسان وطهارة القلب وإیقاظه، وکذا فی تقویة الإیمان والإرادة، وتوکید أرکان التقوى فی الروح والقلب، ویمکن لمس ذلک بمجرّد الاختبار مرّة واحدة، وقد أکّدت الرّوایات على ذلک بالإضافة إلى ما ذکرته الآیات القرآنیة.
منها ورد عن الإمام الصّادق(علیه السلام): «إنّ من روح اللّه تعالى ثلاثة، التهجد باللیل، وإفطار الصّائم، ولقاء الإخوان»(1).
وعنه أیض(علیه السلام) فی تفسیر: (إنّ الحسنات یذهبن السیئات) قال: «صلاة اللیل تذهب بذنوب النهار»(2).
ولنا بحث مفصل فی هذا الباب فی ذیل الآیة 79 من سورة الإسراء، وقد نقلنا بهذا الشأن عشرة أحادیث رائعة فی أهمّیة صلاة اللیل.