عالم الجنین الصاخب

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
سورة الإنسان / الآیة 5 ـ 11 الانسان مخلوق من النطفة التافهة

من الواضح أنَّ نطفة الإنسان مرکّبة من ماء الرجل والمرأة، ویسمى الأوّل (الحیمن) والثّانی (البویضة) فالأصل وجود (النطفة) ثمّ ترکیبها، وبعد ذلک تتمّ المراحل المختلفة للجنین، وهذا هو من العجائب العظیمة لعالم الخلق، وتطور العلم (علم الأجنَّة) قد کشف الکثیر من أسراره وإن کانت هناک أسرار کثیرة لم یتمّ کشفها لحدّ الآن، ونذکر هنا قسماً من العجائب والتی تعدّ زاویة صغیرة من عالم الجنین:

«الحیمن» وهو ما یخرج مع ماء الرجل، وهو کائن حی متحرک صغیر لا یرى بالعین المجرّدة، وله رأس وعنق وذنب متحرک، وممّا یثیر العجب أنّ الرجل فی کلّ إنزال یضم ماؤهُ من الحیامن الملیونین إلى 500 ملیون حیمن، وهو ما یعادل نفوس عدّة دول، ولکن لا یدخل من هذا العدد الهائل إلى البیضة إلاّ واحد أو عدّة حیامن لإخصاب البیضة، وسبب وجود هذا العدد من الحیامن یکمن فی الخسائر التی تلحق بها فی طریقها إلى البیضة وتلقیحها، ولو لم یتوفر مثل هذا العدد لکان أمر الحمل صعباً.

إنّ حجم «الرحم» قبل الحمل یکون بحجم الجوزة الواحدة، وعند انعقاد النطفة ونمو الجنین یتسع الرحم بشکل ملحوظ لیشغل مکاناً واسعاً، والعجب أنّ جدار الرحم یکون مطاطیاً إلى حد یکون قادراً على استیعاب حجم الطفل وحرکاته.

إنَّ الدم لا یجری فی الرحم بواسطة العروق والشرایین، بل یجری بین عضلات الرحم بصورة میزاب، لأنَّ الرحم فی اتساع مستمر فإذا ما وجد العِرقْ فإنّه لن یتحمل السحب والتمدد الکبیر.

یعتقد بعض العلماء أنّ لبیوض المرأة شحنة موجبة، وإنَّ للحیمن شحنة سالبة، ولذا یجذب أحدهما الآخر، ولکن عند تخصیب الحیمن للبیضة فإنَّ شحنة النطفة المتشکلة تکون سالبة، وتطرد بذلک بقیة الحیامن الموجودة، وقال آخرون: عندما یدخل الحیمن فی البیضة تترشح مادة کیمیائیة خاصّة لتطرد بقیة الحیامن.

إنّ الجنین یسبح فی کیس کبیر فیه ماء غلیظ یدعى بـ «آمنی بوس» له خاصیة مقاومة ما یقع على بطن المرأة من الضربات، وتحمل ما یقع من حرکات الأم الشدیدة، بالإضافة إلى ذلک فإنّه یحفظ الجنین بمعدل حراری ثابت، ولا تؤثر فیه تغیرات الحرارة

الخارجیة بسرعة، والجدیر بالذکر أنّ الکیس یجعل الجنین عدیم الوزن، ویمنع من حدوث الضغط على أعضاء الجنین بعضها على بعض ممّا یسبب ذلک ضرراً على الجنین!

تتمّ تغذیة الجنین عن طریق المشیمة وحبل السرّة، أی أنّ دم الاُم والمواد الغذائیة والأوکسجین یدخل إلى المشیمة ثمّ یبدأ حبل السرّة بتصفیة هذه المواد لتدخل إلى قلب الجنین وتتوزع منه إلى بقیة أعضاء البدن، والطریف أنّ البطین الأیسر والأیمن لقلب الجنین مترابطان مع بعضهما الآخر، لأنّ التصفیة هنا لا تتمّ إلاَّ عن طریق الرئة، وذلک لأنّ الجنین لا یتنفّس ولکنّه عند تولده تنفصل الأوعیة بعضها عن البعض الآخر، ویبدأ جهاز التنفس عندئذ بالعمل.(1)


1. ورد هذا البحث فی ج 1 من کتاب «اولین دانشگاه و آخرین پیامبر» وکتب اُخرى.
سورة الإنسان / الآیة 5 ـ 11 الانسان مخلوق من النطفة التافهة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma