هذه السّورة المبارکة تؤکّد مرّة اُخرى أنّ القرابة لا قیمة لها إن لم تکن مقرونة برباط رسالی، وحملة الرسالة الإلهیة کانوا لا یلینون أمام المنحرفین والجبابرة والطغاة مهما کانت درجة قربهم منهم.
مع أنّ أبالهب کان من أقرب أقرباء الرسول(صلى الله علیه وآله)، فقد عامله الإسلام مثل سائر المنحرفین والضالین حین فصل مسیره العقائدی والعملی عن خط التوحید، ووجّه إلیه أشدّ الردّ وأحدّ التوبیخ. وعلى العکس ثمّة أفراد بعیدون عن الرسول نسباً وقومیة ولغة، کانوا بسبب إرتباطهم الرسالی من القرب من الرّسول(صلى الله علیه وآله) حتى قال فی أحدهم: «سلمان منّا أهل البیت».(1)
صحیح أن آیات هذه السّورة توجّه التقریع لأبی لهب وزوجه، ولکن کان ذلک لما اتصفا به من صفات. من هنا فإن کل فرد أو جماعة على هذه الصفات سیواجهون مصیراً مشابهاً أیضاً.
اللّهم! طهر قلوبنا من کل لجاج وعناد!
ربّنا! کلنا من مصیرنا وجلُون، فبفضلک ومنّک اجعل عواقب أمورنا خیراً.
إلهنا! نحن نعلم أنّ الأموال والقرابة لا تغنی عنّا شیئاً یوم الفزع الأکبر. فاشملنا برحمتک ولطفک.
آمین یا ربّ العالمین
نهایة سورة المسد