3 ـ کیفیة ارتباط هذه الآیة بما قبلها وبعدها

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
آیة إکمال الدین 2 2 ـ سورة المعارج تؤید حدیث الغدیر

 إن بعض المفسّرین ومن أجل مجانبة الحقیقة الکامنة فی هذه الآیة توسّل بمبرر آخر

وهو : إن سیاق الآیات السابقة واللاحقة بشأن أهل الکتاب لا تنسجم مع قضیة الولایة والخلافة والإمامة، ولا تتناسب هذه الاثنینیة فی الخطاب مع بلاغة وفصاحة القرآن(1).

 الجواب : إن کافة المطّلعین على کیفیة جمع آیات القرآن یعرفون أن آیات القرآن نزلت تدریجیاً وبمناسبات مختلفة، من هنا فکثیراً ما تتحدث سورةٌ ما حول قضایا مختلفة، فجانبٌ منها یتحدث عن الغزوة الفلانیة، والجانب الآخر حول الحکم والتشریع الإسلامی الفلانی، وجانبٌ یخاطب المنافقین، وآخر یخاطب المؤمنین، فمثلاً لو طالعنا سورة النور لوجدناها تحتوی على جوانب متعددة، کلٌّ منها ناظرٌ إلى موضوع، بدءاً من التوحید والمعاد ومروراً بتنفیذ حدّ الزنا وقصة «الافک»، والقضایا المتعلّقة بالمنافقین، والحجاب وغیرها، (وکذلک سائر السور الطوال إلى حد ما) بالرغم من وجود ارتباط عام بین مجموعة أجزاء السورة.

 والسرّ وراء هذا التنوع فی المحتوى ما قیل من أن القرآن نزل تدریجیاً وحسب المتطلبات والضرورات وفی مختلف الأحداث، ولیس على هیئة کتاب کلاسیکی أبداً بحیث یتابع موضوعاً معداً سلفاً، على هذا الأساس لا مانع على الاطلاق من أن تنزل مقاطع من سورة المائدة بشأن أهل الکتاب، ومقاطع منها فی واقعة الغدیر، بالطبع فمن وجهة النظر العامة انهما یرتبطان معاً إذ انّ تعیین خلیفة لرسول الله (صلى الله علیه وآله) یترک أثره على قضایا أهل الکتاب أیضاً، لأنه سیؤدی إلى یأسهم من انهیار الإسلام برحیل النبی (صلى الله علیه وآله)(2).

 


1 . تفسیر المنار : ج 6، ص 466.
2 . نفحات القرآن : ج 9، ص 175.

 

آیة إکمال الدین 2 2 ـ سورة المعارج تؤید حدیث الغدیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma