دروس من قصة آدم وحواء

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
توسل النبی آدمالتوبة والإنابة إلى الله تعالى

 ونستوحی دروساً مهمة من قصة آدم وحواء الواردة فی العدید من الآیات القرآنیة الکریمة(1) وتتضمن مفاهیم بنّاءة ومؤثرة فی حیاة الإنسان المعنویة والأخلاقیة ینبغی الإلتفات إلیها :

 1 ـ إنّ الله تعالى یقرّر جعل آدم بعنوانه خلیفة الله فی الأرض (اِنّی جَاعِلٌ فِی الاَْرْضِ خَلیفَةً)(2).

 فما هی الشروط التی لابدّ أن تتوفر فی هذا الخلیفة ؟ وهل أن جمیع أفراد البشر هم خلفاء الله، أو أن هذا المقام السامی وهذا اللباس الفاخر لا یناله ولا یرتدیه إلاّ من اُوتی حظاً عظیماً منهم ؟

 لابدّ من التدبّر فی الآیات الشریفة لمعرفة هذه الاُمور والمعارف المهمة.

 2 ـ إنّ الملائکة سألوا الله تعالى من موقع الإستفهام لا من موقع الإعتراض : (أَتَجْعَلُ فِیهَا مَنْ یُفْسِدُ فِیهَا وَیَسْفِکُ الدِّماءَ)(3).

 فمن أین علمت الملائکة بسوابق الإنسان وأنه سیرتکب الجرائم فی الأرض ؟

 3 ـ إنّ الله تعالى خاطب الملائکة بقوله (إِنّی أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(4) ثمّ إنه تعالى علّم الأسماء لآدم ثمّ سأل الملائکة عن هذه الأسماء فأظهروا جهلهم بها وعدم اطلاعهم علیها، وهنا أمر الله تعالى آدم أن یعلمهم بالأسماء فعندما علّمهم وعرّفهم بها أدرک الملائکة خطأهم واعترفوا بجهلهم وقصورهم، فهنا قد یتساءل : ما هو علم الأسماء ؟ ماذا کان یتضمن العلم بأسرار الخلقة والکائنات بحیث رفع مقام آدم إلى تلک الدرجة السامیة ؟

 4 ـ ثمّ إنّ الله تعالى أمر جمیع الملائکة بالسجود لآدم (قُلْنا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا)(5) فکیف نال آدم ذلک المقام الرفیع بحیث أصبح مسجوداً لجمیع الملائکة ؟ ومن هنا ندرک التفاوت والفرق بین المذهب الذی یرفع من قدر الإنسان إلى ذلک المستوى الرفیع وبین المذاهب الأرضیة التی تهبط بالإنسان إلى مستوى القردة والحیوانات.

 5 ـ فی بدایة الخلقة سکن آدم وحواء الجنّة، فأین کانت هذه الجنّة ؟ هل کانت بستان من بساتین الدنیا، أو أنها جنّة الآخرة ؟ وفی هذه الصورة کیف تمّ إخراج آدم وحواء منها ؟

 6 ـ کیف استطاع الشیطان خداع آدم ؟ وبأی شکل تمکّن الشیطان من دفع آدم باتجاه التلوّث بالخطیئة وترک الأولى «أی العمل الذی ترکه أولى من فعله» ؟

 7 ـ عندما أکل آدم من الشجرة الممنوعة فإنه وجد نفسه عریاناً وسقطت جمیع ملابسه عنه ولهذا اضطر إلى التستر بأوراق الشجر فماذا کانت الشجرة الممنوعة ؟ ومن أین صنعت تلک الملابس وما هو جنسها ونوعیتها ؟

 8 ـ عندما وجد آدم نفسه عریاناً التفت إلى خدعة الشیطان وندم على فعله.

 9 ـ ولأجل جبران خطئه وجب علیه التوبة والإنابة إلى الله تعالى، وینبغی علیه لتحقیق هذا الغرض أن یتقرب إلى الله تعالى بشخص معیّن فمن هو هذا الشخص ؟

 10 ـ ورغم أن توبة آدم قد قُبلت ولکنه اُخرج من الجنّة وسکن فی الأرض، فهل أنه سکن الجنّة هو وزوجته بشکل مؤقت من البدایة، أو أن المقرر أن یخلّد فیها ولکنه بسبب ارتکابه لترک الأولى اُخرج منها ؟

 إنّ النقاط العشرة المتقدّمة تحتاج جمیعها إلى دراسة دقیقة وبحث وافر ومفصّل، ولکننا هنا سنشیر فقط إلى النقطة التاسعة منها بما یتناسب مع الآیة مورد البحث، أی مسألة توسل آدم فی هذه الآیة.


1 . وردت قصة آدم وحواء بشکل مفصّل فی سورة البقرة الآیة 30 فصاعداً، وفی سورة الأعراف، الآیة 11 فصاعداً، وفی سورة طه، الآیة 115 فصاعداً.
2 . سورة البقرة : الآیة 30.
3 . سورة البقرة : الآیة 30.
4 . سورة البقرة : الآیة 31.
5 . سورة الأعراف : الآیة 11.

 

توسل النبی آدمالتوبة والإنابة إلى الله تعالى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma