الإیمان بالله، أفضل الاُمور !

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
إرتباط آیة سقایة الحاج مع الإمامةملاحظة مهمّة !

 (اَجَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْیَوْمِ الاْخِرِ وَجاهَدَ فِی سَبیلِ اللهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ).

 من هذا السیاق للآیة الشریفة یتّضح جیّداً وقوع مثل هذه المقارنة بین سقایة الحاج وعمارة المسجد الحرام من جهة، وبین الإیمان بالله والجهاد فی سبیله من جهة اُخرى، ولکن الله تعالى قرّر أنّ هذه المقارنة غیر صحیحة وغیر سلیمة فإنّ الإیمان بالله والیوم الآخر والجهاد فی سبیل الله لا یقارن مع سقایة الحاج وعمارة المسجد الحرام لأن الإیمان والجهاد بلا شکّ أعلى وأفضل من السقایة والعمارة.

 (وَاللهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمینَ) ولعلّ هذا التعبیر یشیر إلى أن المقارنة المذکورة لیست فقط غیر صحیحة بل هی نوع من الظلم للشخص الذی سبق الناس فی الإیمان بالله والیوم الآخر والجهاد فی سبیله.

 (الَّذِینَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِی سَبیلِ اللهِ بِاَمْوالِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ اَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَاُولئِکَ هُمُ الْفائِزُونَ) فهؤلاء الذین تحرکوا بهدف حفظ إیمانهم ونشر الدین والرسالة السماویة من موقع الهجرة وضحّوا بأموالهم وأنفسهم فی سبیل الله وإعلاء کلمته هم أفضل عند الله وأعظم درجة.

 وبعد أن یردّ الله تعالى فی الآیة الاُولى أصل المقارنة المذکورة یعبّر عنها بأنها نوع من الظلم ویصرّح فی هذه الآیة بأن الإیمان والهجرة والجهاد أهم وأعظم من السقایة والعمارة.

 (یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمة مِنْهُ وَرِضْوان) فبعد أن یردّ على المقارنة المذکورة ویصرح بأن الإیمان والجهاد والهجرة أفضل وأعظم یشیر فی الآیتین التالیتین إلى عاقبة أهل الإیمان والجهاد والهجرة ویبشّرهم بما یلی :

 1 ـ إنّ الله تعالى یبشّر هؤلاء بأنهم مشمولین برحمته ومرتبة القرب منه.

 2 ـ البشارة الاُخرى هی أن الله تعالى قد رضی عنهم، وما أعظم النعمة فی أن یعلم الإنسان بأن محبوبه ومعبوده راض عنه !

 3 ـ (وَجَنّات لَهُمْ فِیها نَعیمٌ مُقیمٌ * خَالدِینَ فِیها أَبَداً) ولیست البشارة بجنّة واحدة بل ورد التعبیر بجنّات ونِعم ومواهب خالدة فی ذلک العالم، ومعلوم أن أحد معایب النِعم الدنیویة هی أنها معرّضة للزوال والفناء ولکنّ النِعم والمواهب الاخرویة خالدة وباقیة أبداً.

 (اِنَّ اللهَ عِنْدَهُ اَجْرٌ عَظیمٌ) فهل أن هذه الجملة بشارة إلى نعمة اُخرى قد أعدّها الله تعالى لأهل الإیمان والجهاد والهجرة مضافاً إلى رحمة الله ورضوانه والجنّات الخالدة، وهی النعمة التی لا یمکن للإنسان أن یتصورها ولا یقدر على وصفها ولذلک أجملت الآیة بیانها، أو أنها إشارة إلى النِعم والمواهب المذکورة آنفاً وهی تأکید لها.

 کلا الإحتمالین واردان فی مفهوم الآیة الشریفة.

 

إرتباط آیة سقایة الحاج مع الإمامةملاحظة مهمّة !
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma