الأوّل : تفسیر الآیة بدون ملاحظة الروایات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
الطریق الثانی : تفسیر الآیة بملاحظة الروایات الشریفةمن هو المنذر والهادی ؟

 فهل تعنی هذه الآیة الشریفة أن النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) هو «المنذر» وهو «الهادی» ؟ أو أنه منذر فقط والهادی شخص آخر ؟

 وهنا توجد ثلاث نظریات فی تفسیر هاتین الکلمتین :

 1 ـ یرى البعض أن هاتین الکلمتین تعودان کلاهما إلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، فهو المنذر وهو الهادی فی نفس الوقت.

 ولکن الإنصاف إن هذا القول مجانب للصواب ولا ینسجم مع ظاهر الآیة ولا یتناسب مع أجواء الفصاحة والبلاغة فی اللغة العربیة، لأنّ هاتین الکلمتین لو کانتا تعودان على شخص واحد فمقتضى الفصاحة والبلاغة أن تقول الآیة :

 (أَنْتَ لِکُلِّ قَوْم مُنْذِرٌ وَهاد) لا أن تکون کلمة «هاد» فی جملة مستقلة ومنفصلة عن الجملة الاُولى، وعلیه فإنّ الظاهر من الآیة أن تکون کلمة «هاد» متعلّقة بشخص آخر غیر نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) حیث ینبغی استکشافه من خلال القرائن والشواهد الاُخرى.

 2 ـ وذهب آخرون إلى أن «المنذر» یعود إلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) بینما «الهادی» یعود إلى الله تعالى، فالنبی هو المنذر للناس، والله تعالى هو الهادی لکلِّ قوم إلى الصراط المستقیم وطریق الحقّ.

 ولکن یمکن أن یقال فی مقام الجواب أن هذه النظریة أیضاً لا تنسجم مع ظاهر الآیة الشریفة لأن کلمة «هاد» وردت فی هذه الآیة «نکرة» فی حین أن الله تعالى هو أعرف المعارف وأجلى ما یکون عن الخفاء والتنکیر، مضافاً إلى أن ظاهر الآیة یدلُّ على وجود «هاد» لکلِّ قوم من الأقوام السالفة لا أن الهادی لجمیع الأقوام هو شخص واحد، وعلیه فإنّ هذا التفسیر لا یتناسب مع أجواء الآیة الشریفة.

 3 ـ هو أن یقال بأن الهادی شخص آخر غیر الله تعالى وغیر نبیّه الکریم، فهل یمکن أن یکون المقصود بهذه الکلمة هم العلماء من کلِّ قوم وطائفة ؟ کلا، لا یمکن أن یکون المقصود هو العالم من کلِّ قوم، لأن کلمة «هاد» وردت نکرة کما تقدّم، والنکرة تدلُّ على الوحدة، أی أن لکلِّ قوم وطائفة هاد واحد من الناس، فمن هو هذا الشخص الهادی للاُمّة الإسلامیة ؟

 ومع الأخذ بنظر الإعتبار مجموع ما تقدّم من أبحاث فی تفسیر هذه الآیة یمکن القول فی شرح معناها والمراد منها کما یلی :

 «أیُّها النبی : أنت المنذر والمؤسس للرسالة الإسلامیة والدین الإسلامی ولکلِّ دین هناک شخص بمثابة الحافظ والحارس لهذا الدین والذی یأخذ بعهدته هدایة الناس إلى الله تعالى وسوقهم إلى الحقّ».

 ومن جهة اُخرى فإنّ اتحاد السیاق یقتضی أن یکون تعیین هذا الهادی ونصبه من قبل الله تعالى، کما أن المنذر وهو النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) معیّن ومنصوب من الله تعالى.

 وعلى هذا الأساس فإنّ الهادی لا یقصد به الله تعالى أو النبی أو علماء الاُمّة بل یجب أن یکون شخصاً آخر معیّناً ومنصوباً من قبل الله تعالى.

 ومن جهة ثالثة فإنّ الشخص الوحید الذی ورد فی حقّه نصٌّ صریح من رسول الله (صلى الله علیه وآله)على ولایته وإمامته هو الإمام علی (علیه السلام) ولا یوجد نصٌّ فی هذا الشأن لغیره من الصحابة، وحتّى أن علماء أهل السنّة لم یدّعوا مثل هذا الإدعاء، وعلیه فلو قلنا أنّ «المنذر» هو رسول الله و «الهادی والإمام» هو الإمام علی (علیه السلام) المنصوب لهذا المقام من قبل الله تعالى وبواسطة نبیّه الکریم فإنّ هذا المعنى یتناسب مع أجواء الآیة الشریفة.

 

الطریق الثانی : تفسیر الآیة بملاحظة الروایات الشریفةمن هو المنذر والهادی ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma