1 ـ الجهاد سر رفعة الشعوب وعزتها

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
2 ـ هل الجهاد الإسلامی دفاعی فقط؟!الجهاد باب من أبواب الجنّة

کثر الکلام بشأن الجهاد، ولدینا المزید من الکلام بهذا الخصوص طالما توالت خطبه (علیه السلام)فی نهج البلاغة فی الحدیث عن هذه المسألة.

أمّا الشیء المهم الذی نود التطرق إلیه بصفته مبدأ حیویاً هو أنّ الجهاد قانون الحیاة الذی یمنحها الدوام والبقاء وأنّ الإنسان وکل کائن ینبض بالحیاة مازال مقبلاً على الجهاد وبخلافه یبدأ عده العکسی فی الموت والفناء. فالنبات یواجه عدة آفات یسعى للتغلب علیها من أجل البقاء حیاً، وجذور الأشجار هى الاُخرى تغوص فی أعماق الأرض من أجل امتصاص الماء والأملاح فاذا ما اعترضت بعض الموانع کالصخور سعت لاختراقها ومواصلة تغلغلها فی أعماق التربة وإن عجزت عن ذلک فتشت عن طریق آخر واستمرت فی مسیرتها. وهکذا الحال بالنسبة للحشرات والحیوانات التی تواجه الأخطار التی تهدد کیانها باستمرار فتبدی مقاومتها من أجل مواصلة حیاتها. فهناک بعض الطیور التی تهاجر إلى مسافات شاسعة قد تنطلق من القطب الشمالی إلى القطب الجنوبی مقاومة کافة الظروف المحیطة بغیة مواصلة حیاتها. أمّا الإنسان فیعیش حرکة جهادیة مریرة على مستوى أعضائه الداخلیة ودورته الدمویة، فالجنود التی تدافع عن البدن ـ والتی یصطلح علیها بکریات الدم البیض ـ طیلة عمر الإنسان إنّما تتصدى ببسالة لکافة الأعداء المتمثلین بالمکروبات والفایروسات التی تحاول اختراق بدن الإنسان عن طریق الماء والغذاء والهواء والشقوق التی تحدث فی الجلد.

وقد الهمت هذه الکریات سبل الصمود بوجه کافة الأسلحة الکیمیائیة والفیزیائیة بحیث تبیدها وتبقی على البدن سالماً صحیحاً. فاذا ضعفت هذه الجنود لأی سبب من الأسباب وتقاعست فی وظیفتها هجمت جمیع الأمراض على الإنسان، وما المرض الخطیر الذی یطلق علیه «الایدز» إلاّ نتیجة طبیعیة لاختلال عمل هذه الکریات وتوقفها عن العمل، ومن هنا فانّ المصابین بهذا المرض الخطیر إنّما یکونون عرضة للاصابة بأخطر الأمراض. وزبدة الکلام فان الجهاد رمز الحیاة وسر السعادة والسبب الرئیسی للنصر والغلبة وعامل الرفعة والعزة، لکن لیس ذلک سوى الجهاد من أجل تحقیق الحق والعدل وإلاّ فلیس ذلک سوى الجریمة والظلم والعدوان.

ومن هنا تظافرت الآیات القرآنیة والروایات الإسلامیة بما فیها الخطبة المذکورة التی أکدت على قضیة الجهاد بما لم تول مثل هذه الأهمیة لغیره من المفاهیم، ولاسیما الجهاد بالمعنى الأشمل الذی یتضمن الوقوف بوجه العدو الخارجی والداخلی. فقد جاء فی الحدیث الشریف عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من ترک الجهاد ألبسه الله ذلاً فی نفسه وفقراً فی معیشته ومحقاً فی دینه»(1) ویستفاد من هذا الحدیث أن ترک الجهاد إنّما یهدد بالخطر الحیاة المعنویة للإنسان فضلاً عن حیاته المادیة. وفی حدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله)قال: «إغزوا تورثوا أبنائکم مجداً»(2) کما ورد عن أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی قصار حکمه فی نهج البلاغة ضمن إطار بیانه لفلسفة الأحکام الشرعیة فقال: «والجهاد عزاً للإسلام»(3). وأخیراً فهناک عدة خطب شحن بها نهج البلاغة بشأن الجهاد سنعرض لها فی الأبحاث القادمة.


1. بحار الأنوار 98 / 9.
2. اصول الکافی 5 / 8 .
3. نهج البلاغة، الکلمات القصار، 252.

 

2 ـ هل الجهاد الإسلامی دفاعی فقط؟!الجهاد باب من أبواب الجنّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma