2 ـ الإجابة على سؤال

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
3 ـ سؤال آخر1 ـ الاتباع الطلحاء والقادة الأکفاء

لقد أثار بعض شرّاح نهج البلاغة سؤالاً وهو: هل کانت تلک السیاسة التی انتهجها الإمام (علیه السلام) ازاء الأمّة (بتلک الشدة والحدة من الذم واللوم) صائبة؟ ألم تکن تدعو تلک الکلمات الأفراد إلى النفرة والشعور بالغربة والعزلة؟ ویبدو هذا الإشکال أعمق وأرسخ إذا أخذنا بنظر الاعتبار مدى صبر الإمام (علیه السلام) وحلمه وعفوه وصفحه، فکیف ارتضى الإمام (علیه السلام)مخاطبتهم بتلک الکلمات؟ ویتضح الجواب على هذا السؤال من خلال ما ذکرناه سابقاً من أن ذلک الاسلوب کان یمثل الوسیلة الأخیرة التی من شأنها إثارة عواطف الأمّة وتفعیل حرکتها ونشاطها واخراجها من حالة الضعف والوهن التی کانت تسیطر علیها، ولعل ذلک الاُسلوب یشبه ما تعارف لدى عوام الناس حین تعجز عن اصلاح أحدهم فتقول لابدّ من العمل بما یثیر غیرته ویوقظ ضمیره. وعلیه فان تلک الکلمات تکشف بدورها عن بلاغة الإمام (علیه السلام) فی ایراده الکلام الذی ینطبق ومقتضى الحال. وهنا لا ینبغی أن ننسى بأنّ الإمام (علیه السلام) عمد إلى ذلک الاسلوب بعد أن مارس کافة الطرق من قبیل حثهم على الجهاد وتذکیرهم بالقیم والمبادئ، واطرائهم والثناء علیهم ـ وعلیه یبدو من المستبعد رأی بعض شرّاح نهج البلاغة(1)، من أن الإمام (علیه السلام)أورد ذلک الکلام على ضوء «لا یزیدنی کثرة الناس حولی عزة ولا تفرقهم عنی وحشة» ; لأنّ الکثرة المقتدرة فی الحروب والمعارک مطلوبة ولا یسع أحد بمفرده أن یهب القتال جیش جرار طمعاً بتحقیق النصر.


1. فی ظلال نهج البلاغة 1 / 192.

 

3 ـ سؤال آخر1 ـ الاتباع الطلحاء والقادة الأکفاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma