لقد تضمنت رسالة الإمام (علیه السلام) الإشارة إلى أحد الشروط المهمّة للأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، ألا وهو إحتمال التأثیر.
فقد قال (علیه السلام):«لا تلقین طلحة فانک إن تلقه تجده کالثور عاقصاً قرنه، ولکن إلق الزبیر فانه ألین عریکة» فمن الطبیعی أنّ طاقة الإنسان وقدرته محدودة ولابدّ له من استهلاکها فی محلها الذی یتوقع فیه التأثیر.
فاذا أحتمل عدم التأثیر فلا ینبغی له أن یصرف جهده عبثاً، وبالطبع فقد قلنا احتمال التأثیر ولیس الیقین فیتعلل بعدم الأمر لعدم وجود الیقین فی التأثیر! کلا إلى جانب ذلک ینبغی معرفة المعروف والمنکر وعدم وجود الخطر آنذاک تبرز وظیفة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.
ویفهم من رسالة الإمام (علیه السلام) أنّ لبعض الناس طباع کطباع الحیوانات فالبعض کالثعلب أو الذئب وبعضهم شجاع کالأسد وآخر من أهل الشهوات کالخنزیر وبعضهم جاهل کالبقر و... و قد شبه الإمام (علیه السلام) طلحة بالبقر العاقص القرن حیث یستکبر فی التسلیم إلى الحق ویخطى فی إدراک الواقع وتمییزه، وإذا اتجه صوب الأعمال العصیة ظنها سهلة حتى تؤدى به إلى الفشل.