لقد أماط اللثام عن حقیقة هذه الأصناف الأربعة ولفت إنتباه المجتمع إلى الأخطار التی تفرزها حرکتها فی المجتمع بفعل فسادها وظلمها وریائها وزهدها الکاذب، ثم خاض (علیه السلام)فی صفات کل صنف لیتعرف علیه أفراد المجتمع فلا یقعوا فی شباکهم.
وتشترک هذه الأصناف جمیعاً فی الفساد العقائدی والتعلق بالدنیا والجاه والمقام، إلاّ أنّها تختلف فی إعداد الأسباب والمقدمات التی تمکنها من الوصول إلى أهدافها، وبعبارة اُخرى فانّ الأصناف الأربعة یمکن تقسیمها إلى طائقتین:
طائفة تحقق أهدافها الرخیصة عن طریق الریاء والتزویر: وطائفة لا تحقق أهدافها إلاّ أنّها تخفی هذا الفشل فی الزهد والقناعة، ولو تأملنا التأریخ لرأینا هذه الأصناف فی کل عصر ومصر.
وممّا یؤسف له الیوم أنّ المجتمعات الإسلامیة هى الاُخرى تشهد تغلغل هذه الأصناف; الأمر الذی جر علیها الویلات والمصائب. والحق لیس هنالک من وسیلة للحد من أخطار هذه النماذج سوى فی اتباع کلام الإمام (علیه السلام) وتشخیص هولاء الأفراد وفضح مخططاتهم وموامرتهم وتحذیر الاُمّة من الوقوع فی شباکهم أو الاغترار بزهدهم الکاذب.