الحسد مصدر الاضطراب الاجتماعی

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
الخطبة 34مالی ولقریش؟

قلما نجد صفة رذیلة کالحسد کانت السبب وراء هذه الأحداث الألیمة والفجائع المأساویة التی شهدتها المجتمعات البشربة طیلة التأریخ. فأغلب الناس إثر قلّة العلم وهبوط المستوى الثقا فی وضعف الإیمان وعدم الثقة بالنفس ما إن یرى بعض النجاحات التی یحققها أقرانه أو أمثاله حتى تشتعل فی قلبه فتائل الحسد فلا یهم سوى فی کیفیة تحطیم نفسیة المقابل عن طریق الاتهام والتحقیر والذم ومحاولة الانتقاص أو إیجاد بعض الموانع والمعوقات فی طریقه، بدلاً من الشعور بالفرح والسرور والاحتذاء به من أجل تحقیق النجاح والتغلب على الصعاب والانفتاح على تجاربه وارشاداته. وقد یشتد هذا الحسد حتى یبلغ درجة تدعو إلى إراقة دم المحسود من قبل الحاسد. ولا ننسى هنا أنّ أول دم إریق کان سببه الحسد، الذی دفع بقابیل لقتل أخیه هابیل حیث قبل قربان الثانی ولم یقبل قربان الأول، الأمر الذی تکرر کثیرا فی التأریخ حتى قتل الأخ أخاه والابن أباه وبالعکس.

وهکذا تعود أغلب الحوادث الألیمة التی وقعت فی صدر الإسلام ولا سیما فی عصر خلافة أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) إلى الحسد; الأمر الذی أشار إلیه الإمام(علیه السلام)فی هذه الخطبة. وقد تعرضت أغلب الروایات إلى ذم هذه الرذیلة التی لا تجر سوى الفساد على المجتمع، فقد قال علی(علیه السلام): «إذا أمطر التحاسد نبت التفاسد»(1). أما النقطة المهمة التی أرشدت إلیها الخطبة فتکمن فی ضرورة عدم مقابلة المحسود للحاسد بالمثل، بل یسعى جاهدا لاطفاء نار الحسد من قلبه من خلال شکر النعمة ومداراة الحاسد وإطفاء حسده بمعامتله بالحب والإحسان، وما أحسن ما قال الشاعر:

إصبر على حسد الحسود فان صبرک قاتله *** النار تاکل نفسها إن لم تجد ما تأکله(2).


1. غر الحکم، الرقم 5242
2. بحار الانوار 70 / 258.

 

الخطبة 34مالی ولقریش؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma