2ـ الاستفادة من آراء الآخرین

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
الخطبة 361ـ قصة التحکیم

لاشک أنّ الشورى تشکل أحد اُسس التعالیم الإسلامیة التی حظت بأهمیة فائقة فی الآیات القرآنیة والروایات والأخبار. فالقرآن یرى أنّ المشورة من علامات الإیمان، ویجعلها فی مصاف الصلاة والزکاة ـ التی تعد من أرکان الإسلام ـ (والَّذِینَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأُمْرُهُمْ شُورى بَیْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ).(1)

کما أمر الله سبحانه صراحة باستشارة المؤمنین فی الاُمور المهمة، رغم إتّصال رسول الله(صلى الله علیه وآله) بالوحی وکونه العقل الکامل (وَشاوِرْهُمْ فِی الأَمْرِ)(2) والمهم فی قضیة المشورة إنتخاب المستشار الذی یتحلى ببعض خصائص الصفات التی وردت فی الخطبة التی نحن بصدده: «الناصح الشفیق العالم المجرب» ، والحق أنّ مخالفة الفرد الذی یتصف بهذه الصفات لا تفضی سوى إلى الحسرة والندامة.

صحیح أنّ المتعصبین فی صفین لم یستشیروا الإمام (علیه السلام) إلاّ أنّ الإمام (علیه السلام) أبدى رأیه الذی یمثل رأی الناصح الشقیق والعالم المجرب، إلاّ أنّهم وللاِسف الشدید لم یستجیبوا لرأى الإمام(علیه السلام) وهبوا لمجابهته وهددوه بالقتل، فلم تتمخض النتیجة سوى عن ندمهم التاریخی الذی جر الویلات على العالم الإسلامی.


1. سورة الشورى / 38
2. سورة آل عمران / 159.

 

الخطبة 361ـ قصة التحکیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma