إنّ أدنى تأمل للخطبة سیفید أنّ هذا الکلام فصل من کلام طویل إختاره السید الرضی (ره)، ومن هنا نرى الکلام عبارة عن فصلین، أحدهما غیر منسجم مع الآخر، بل مبتور عنه. أمّا الفصل الأول فهو الکلام فی الشبهة ولماذا سمیت شبهة، وسبیل الخلاص من الشبهات. والفصل الثانی بیان حال الناس إزاء الموت، حیث لا ینجو منه من خافه، ولا یمنح البقاء من طلبه فکلاهما میت. وتدل القرائن على أن الرضی (ره) کان یلتقط الکلام إلتقاطاً، ومراده أن یأتی بفصیح کلامه(علیه السلام) وما یجری مجرى الخطابة والکتابة، ویؤید هذا العبارة «من کلام له» و«من خطبة له» ونعرف أنّ من هنا تبعیضیة، فلم یقل ومن خطبته أو ومن کلماته، فقد أراد أن ما ورد هنا جزء من خطبته(علیه السلام). على کل حال فانّ الخطبة ورغم قصرها تتناول موضوعین أحدهما; الشبهة والآخر الموت.
«وَإِنَّما سُمِّیَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لاَِنَّها تُشْبِهُ الْحَقَّ: فَأَمّا أَوْلِیَاءُ اللّهِ فَضِیاؤُهُمْ فِیها الْیَقِینُ وَدَلِیلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى وَأَمّا أَعْداءُ اللّهِ فَدُعاؤُهُمْ فِیها الضَّلالُ وَدَلِیلُهُمُ الْعَمَى، فَما یَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ مَنْ خافَهُ، وَلا یُعْطَى الْبَقاءَ مَنْ أَحَبَّهُ».