ذهب أغلب شراح نهج البلاغة إلى أن عثمان أحدث أحداثا مشهورة نقمها الناس علیه وأهم هذه الأحداث:
1ـ تأمیر بنی أمیة ولا سیما الفساق منهم وأرباب السفه وقلة الدین ومنهم الولید الفاسق وشارب الخمر الذی ولاه الکوفة.(1) وقرب الحکم بن أبی العاص عمه الذی طرده رسول الله(صلى الله علیه وآله) فألبسه جبة من الخز وأعطاه زکاة قبیلة قضاعة التی بلغت ثلاثمئة درهم ـ وذکر إبن قتیبة وابن عبد ربه والذهبی ـ من مشاهیر علماء العامة ـ أن من الأحداث التی نقمها الناس على عثمان تقریبه للحکم بن أبی العاص الذی لم یقربه أبوبکر ولا عمر فی خلافتهما.(2) کما عین ابن عمه مروان بن الحکم مستشارا له وأعطاه غنائم أفریقیا التی بلغت خمسمئة ألف درهم.
2ـ أذاه لکبار صحابة النبی(صلى الله علیه وآله) کأبی ذر الذی نفاه للربذة حین کان یأمر بالمعروف وینهى عن المنکر ویعترض على أعماله.(3) وضربه الشدید للصحابی الجلیل عمار بن یاسر ولم یکن ذنبه سوى مواجهة عثمان باعتراضات الناس.(4) وما فعله بالصحابی عبدالله بن مسعود بسبب إعتراضه على التطاول على بیت المال فجعل یضربه حتى کسر رباعیته.(5)
سئل الصحابی زید بن أرقم کیف حکمت بکفر عثمان؟ قال: لثلاث: تقسیمه لأموال بیت المال بین الأغنیاء ومحاربته لصحابة النبی(صلى الله علیه وآله) وعمله بغیر کتاب الله.(6)
3ـ توزیعه لأموال بیت المال على بطانته وقرابته دون حساب وحرمان المؤمنین منها. وللمؤرخین والمحدثین شروحا وافیة بالنسبة لهذه الأمور لایسعها المقام. کل ذلک أرى إلى نقمة الأنصار والمهاجرین ولا سیما صحابة النبی(صلى الله علیه وآله) على عثمان فلم یروه خلیفة لرسول الله(صلى الله علیه وآله)کما قدم الناقمون من مصر والکوفة والبصرة، وحیث لم یکترث لهم، بینما لم ینصره أهل المدینة وهذا یدل على نقمتهم علیه أیضا. أما معاویة الذی کان واقفا على کل هذه الأمور فقد إستغلها لیحرض أهل الشام ضد أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) بحجة المطالبة بدم عثمان.