تدور الخطبة حول صفات الربوبیة والعلم الإلهی ـ کما ورد سابقاً ـ وتتضمن إشارات عمیقة المعانی إلى جوانب من صفات الجلال والجمال وتنزیه الذات الإلهیة المقدسة من مزاعم الملحدین والمشبهة التی تشبه اللّه بالمخلوقات
«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَطَنَ خَفِیّاتِ الاَْمُوُرِ، وَدَلَّتْ عَلَیْهِ أَعْلامُ الظُّهُورِ، وَامْتَنَعَ عَلَى عَیْنِ الْبَصِیرِ فَلا عَیْنُ مَنْ لَمْ یَرَهُ تُنْکِرُهُ، وَلا قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ یُبْصِرُهُ، سَبَقَ فِی الْعُلُوِّ فَلا شَیْءَ أَعْلَى مِنْهُ وَقَرُبَ فِی الدُّنُوِّ فَلا شَیْءَ أَقْرَبُ مِنْهُ فَلا. اسْتِعْلاؤُهُ باعَدَهُ عَنْ شَیْء مِنْ خَلْقِهِ، وَلا قُرْبُهُ ساواهُمْ فِی الْمَکانِ بِهِ. لَمْ یُطْلِعِ الْعُقُولَ عَلَى تَحْدِیدِ صِفَتِهِ، وَلَمْ یَحْجُبْها عَنْ واجِبِ مَعْرِفَتِهِ، فَهُوَ الَّذِی تَشْهَدُ لَهُ أَعْلامُ الْوُجُودِ عَلَى إِقْرارِ قَلْبِ ذِی الْجُحُودِ، تَعالَى اللّهُ عَمّا یَقُولُهُ الْمُشَبِّهُونَ بِهِ وَالْجاحِدُونَ لَهُ عُلُوّاً کَبِیراً!»