«فاتَّقَى عَبْدٌ رَبَّهُ، نَصَحَ نَفْسَهُ، وَقَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وَغَلَبَ شَهْوَتَهُ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، وَالشَّیْطَانُ مُوَکَّلٌ بِهِ، یُزَیِّنُ لَهُ الْمَعْصِیَةَ لِیَرْکَبَها، وَیُمَنِّیهِ التَّوْبَةَ لِیُسَوِّفَها، إِذا هَجَمَتْ مَنِیَّتُهُ عَلَیْهِ أَغْفَلَ ما یَکُونُ عَنْها; فَیا لَها حَسْرَةً عَلَى کُلِّ ذِی غَفْلَة أَنْ یَکُونَ عُمُرُهُ عَلَیْهِ حُجَّةً وَأَنْ تُؤَدِّیَهُ أَیّامُهُ إِلَى الشِّقْوَةِ! نَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحانَهُ أَنْ یَجْعَلَنا وَإِیّاکُمْ مِمَّنْ لا تُبْطِرُهُ نِعْمَةٌ وَلا تُقَصِّرُ ]تقتصرو[ بِهِ عَنْ طاعَةِ رَبِّهِ غایَةٌ وَلا تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدامَةٌ وَلا کَآبَةٌ».