أشار الإمام(علیه السلام) فی الخطبة إلى الآمال والاغترار بها فقال(علیه السلام): «و أمله خادعٌ له». والسؤال الذی یطرح نفسه هنا: لماذا وکیف تخدع المال الإنسان فیعیش أفضل ساعات عمره فی الوهم والخیال الفارغ؟ ونقول فی الجواب أنّ دائرة الآمال لیست محدودة قط، فالکثیر یعتقد أنّه سینام مطمئن البال من ناحیة السکن على الدوام إذا ما حصل على دار متواضعة، فلا تمر علیه مدّة حتى یراها صغیرة ضیقة، فاذا إنتقل إلى دار أوسع رآها هى الاُخرى لا تتناسب وشأنه، بل هنالک الکثیر من الأفراد الذین یمتلکون القصور ولم تظمأ جذوة عطشهم المتقدة دائما فما زالوا یطمحون إلى قصر أفخم وأعظم. وزبدة الکلام فلو اُعطی الإنسان جبلین من ذهب لابتغى لهما ثالثاً. وبالطبع لا تقتصر هذه الامال على مجال دون آخر، بل هى عامة وشاملة لا تدع صاحبها یستریح ولو لبرهة فتهدر جمیع طاقاته وتبدد قواه وتشدها إلیه، والحال لیست هذه الآمال سوى خیالات موهومة کاذبة والتی وصفها الإمام(علیه السلام)بالخادعة.