الآثار التربویة لمعرفة الله

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
الخطبة 66تجلیات جلال اللّه وجماله

مما لا ریب فیه ان معرفة الله سبحانه وتعالى، والاحاطة باسمائه وصفاته، لها أهمیة کبیرة، وکل أحد یجب أن یستفید أتم الفائدة من هذه المعرفة، وبتعبیر آخر «إن نفس المعرفة تمثل الطریق إلى التکامل والقرب من الله سبحانه وتعالى»، ولکن، وفی هذه الحالة یجب أن لا ننسى بأن الاهتمام بصفات الجمال والکمال لها تأثیر مهم فی تربیة النفوس الانسانیة والاتجاه إلى الکمال المطلق، وتسوق الانسان إلى مرحلة الوصول إلى المِثل، ولو کان بدرجات متدنیة جداً.

وبعبارة أوضح: عندما نقول بان الله عالم وقادر ومهیمن ونحده لقدرته ونثنی علیه لهیمنة وملکوته، فکیف نرتضی لانفسنا ان نعیش فی جهل مطلق وضعف وعدم مقدرة کاملة؟

ان حمدنا وتقدیرنا لله من شأنه أن یزید فى عزتنا وکمالنا واقتدارنا، ویدعونا إلى الرفعة والمنزلة العالیة، وهذا کله فی باب «صفات الذات».

أما عن «صفات الافعال»، فعندما نحمد الله لرحمانیته ورحیمیته، ونقول «رَحْمتُهُ وسِعت کل شیء»، بل لقول: ان رحمته الخاصة بالرغم من کونها تختص بعباده من أهل التقوى والایمان، الا أن رحمته العامه، تشمل العدو والصدیق وان مائدة رحمته ونعمته اللامتناهیة وسعت کل شىء.

فکیف یمکننا ان نستفید من هذه الصفة الرفیعة والسامیة، لکننا لا نرحم صدیقنا ولا عدونا، بل ان قلوبنا فی بعض الاحیان خالیة من أی نوع من الرحمة؟

ومن هنا فان الاهتمام بکافة الصفات الکمالیة، سواءً صفات الذات أو صفات الافعال، وهى «الجود والسخاء والمغفرة والعزة والعفو والاحسان، وامثاله» والتی بامکانها ان تکون شعاعاً ینعکس فی وجودنا فیجذبنا الیه.

 

الخطبة 66تجلیات جلال اللّه وجماله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma