محمد بن أبی بکر وحکومة مصر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
1ـ من هو هاشم المرقال؟نظرة إلى الخطبة

کما ورد فی شأن الخطبة فانّها ناظرة إلى حملة جیش معاویة على مصر وقتل عامل أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) محمد بن أبی بکر. فقد استهل الإمام(علیه السلام) ببعض الکلمات التی تشم منها رائحة الذم لبعض أصحابه فقال: «و قد أردت تولیة مصر هاشم بن عتبة، ولو ولّیته إیّاها لمّا خلّى لهم العرصة،( 1) ولا أنهزهم(2) الفرصة» فالعبارة تفید أنّ الإمام(علیه السلام)ورغم محبته لمحمد بن أبی بکر وثقته به وما یتصف به من إیمان وصدق، إلاّ أنه کان یرجح تولیه هاشم بن عتبة المعروف بالمرقال الذی کان أشجع من محمد وأقوى وأعظم تجربة، ویبدو أن طائفة من أصحاب الإمام(علیه السلام) کانت ترى ضرورة ولایة مصر من قبل محمد کونه ابن أبی بکر وأکثر معرفة بمصر وأهلها، ومن هنا کان له نحو هیمنة على الرأی العام المصری وقبولاً لدیه. أمّا الإمام(علیه السلام) فلم یکن یرى فیه مقومات الصمود المتوفرة فی هاشم بفعل صغر سنه وقلّة تجربته، رغم إتصافه بما لا یخفى من الصفات بید أنّ تلک الطائفة مارست ضغوطها کتلک التی مارستها بشأن التحکیم فلم یکن من الإمام(علیه السلام) سوى الاستجابة. فالإمام(علیه السلام)وبخ بهذه الکلمات تلک الطائفة، ولو فسحوا المجال لیتصرف کما أراد لما ضاعت مصر بهذه السهولة. ولکن وبغیة الحیلولة لما قد یقتدح إلى الأذهان من أنّ کلامه(علیه السلام)یستبطن ذم محمد بن أبی بکر، فقد أردف کلامه بالقول: «بلا ذمّ لمحمّد بن أبی بکر، فلقد کان إلیّ حبیباً، وکان لی ربیب» فالواقع أنّ محمداً لم یقصر فی وظیفته وقد بذل کل ما بوسعه ولکن کان هذا أقصى طاقته. جدیر بالذکر أنّ الإمام(علیه السلام) لما أخبر بقتل محمد بن أبی بکر قال «رحم اللّه محمدا! کان غلاماً حدثاً، لقد کنت أردت أن اولى المرقال هاشم بن عتبة مصر، فانّه لو ولاها لما خلا لابن العاص وأعانه العرصة، ولا قتل الا وسیفه فی یده بلاذم لمحمد، فلقد أجهد نفسه فقضى ما علیه»(3). أمّا قوله: «فقد کان لی حبیباً، وکان لی ربیب» فلأنّ الإمام(علیه السلام) تزوج من أسماء اُم محد بن أبی بکر بعد وفاة أبیه فتربى محمد فی أحضان الإمام(علیه السلام) فسار على هدیه حتى أنّه کان یرى الإمام(علیه السلام)أبیه، وهکذا کان یرى الإمام(علیه السلام)فیه إبنه الحبیب.


1. «عرصة» من مادة «عرص» على وزن غرس کل بقعة واسعة بین الدور، والمراد ما جعل لهم مجالاً للمغالبة، وأراد بالعرصة عرصة مصر، وکان محمد قد فر من عدوه ظنا منه أنّه ینجو بنفسه، فأدرکوه وقتلوه.
2. «انهز» من مادة «نهز» على وزن نبض بمعنى القیام والحرکة وانتهاز الفرصة إغتنامها.
3. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2/93.  

 

1ـ من هو هاشم المرقال؟نظرة إلى الخطبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma