د) مفاسد حکومة بنی أمیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
الخطبة 78ج) بنی أمیة فی نهج البلاغة

کثیرة هى المفاسد والجنایات التی إرتکبتها حکومة بنی أمیة فی التأریخ الإسلامی، بحیث لایسع المقام الخوض فی تفاصیلها، وعلیه نکتفی بالإشارة هنا إلى بعضها:

1 ـ انحراف الخلافة عن مسارها الصحیح واستبدالها بالسلطة فقد صرح معاویة بأنّه استولى على الخلافة بالسیف لامن خلال محبّة الناس أو رضاهم عن حکومته.( 1) وقال الجاحظ أنّ معاویة أسمى العام الذی ولى فیه الخلافة بعام الجماعة والحال کان ذلک العام، عام الفرقة والقهر والغلبة، العام الذی أصبحت الخلافة فیه وراثة على غرار حکومة کسرى وقیصر(2). وقد دفعت حیاة الترف والبذخ لمعاویة ونهجه فی الخلافة لئن یخاطبه سعد بن أبیوقاص بالملک حین کان یرد علیه.(3) وقد عد المؤرخون معاویة أول ملک.(4)

2 ـ مسخ وتحریف الحقائق والمعارف الإسلامیة مثل:

1 ـ سب أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) ووضع الأحادیث فی ذمه ومدح معاویة. وروی أنّ قوماً من بنی أمیة قالوا لمعاویة: إنّک قد بلغت ما أملت، فلو کففت عن لعن هذا الرجل فقال: لا واللّه حتى یربو علیه الصغیر، ویهرم علیه الکبیر، ولا یذکر له ذاکراً فضلاً.(5) ولما سئل مروان عن ذلک أجاب: لایستقیم لنا الأمر إلاّ بذلک.(6) وذکر ابن أبی الحدید أنّ معاویة وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعین على روایة أخبار قبیحة فی علی(علیه السلام)تقتضی الطعن فیه والبراءة منه; وجعل لهم على ذلک جعلاً یرغب فی مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبوهریرة وعمرو و بن العاص والمغیرة بن شعبة ومن التابعین عروة بن الزبیر(7).

2 ـ إشاعة مذهب الجبر بین المسلمین، فقد صرح معاویة أن لافائدة من السعی والعمل فکافة الأمور بیداللّه(8)، ولایقصد معاویة من هذا الکلام المسائل العقائدیة، بل یهدف إلى فرض خلافته على الناس، حیث قال: «هذه الخلافة أمرٌ من أمر اللّه وقضاءٌ من قضاء اللّه»(9); الأمر الذی جعل زیاد بن أبیه والی معاویة على البصرة والکوفة یخاطب الناس بأنّه یدافع عنهم من خلال السلطنه التى  منحهم اللّه إیاها.(10)

3 ـ قتل کبار الشخصیات الإسلامیة وأئمة الدین کالإمام الحسن(علیه السلام)والإمام الحسین(علیه السلام)وزید بن علی بن الحسین(علیه السلام) وحجر بن عدی.

4 ـ قصف الکعبة والمسجدالحرام بالمنجنیق على عهد یزید.

5 ـ سلب الاُمّة أمنها واستقرارها. فقد شاع على عهد زیاد بن أبیه الد عبداللّه فی العراق المثل المعروف: «أنج سعد فقد هلک سعیدٌ» الذی یرمز إلى سفک دماء الأبریاء بدون حق.(11)

6 ـ تعذیب أبناء الاُمّة الإسلامیة وممارسة ألوان الاهانة من قبیل کوی وجه وعنق بعض الشیعة، وهذا ما فعله الحجاج بن یوسف بأنس بن مالک وسهل بن سعد وجابر بن عبداللّه الانصاری لحبّهم لعلی(علیه السلام).(12) وخلاصة القول فانّ جنایات ومفاسد بنی أمیة أکثر من أن تحصى، وما مر معنا غیض من فیض جرائم بنی أمیة، ولانرانا نبالغ إذا قلنا أنّها تتطلب عدّة کتب ومجلدات. والعجیب أن بعض المغفلین والجهال یرون هذه الحکومة من قبیل الحکومات الإسلامیة; الأمر الذی یکشف عن ضحالة أفکارهم وعدم إطلاعهم على السلوکیة المنحرفة لبنی أمیة.


1. العقدالفرید 4/81 ـ 82 .
2. رسالة الجاحظ فی بنی أمیة /124 تم نقله من التاریخ السیاسی للاسلام 2/396.
3. مختصر تاریخ دمشق 8/210 وتاریخ الیعقوبی 2/217.
4. تاریخ الخلفاء /222.
5. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 4/57.
6. أنساب الاشراف 1/184 نقلا عن التأریخ السیاسی للإسلام 2/409.
7. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 4/63.
8. حیاة الصحابة 3/529 نقلاً عن التأریخ السیاسی للإسلام 2/410.
9. مختصر تأریخ دمشق 9/85 .
10. تأریخ الطبری 5/220 نقلا عن التأریخ السیاسی للإسلام 2/410.
11. نقلا عن: الحسین النفس المطمئنة، ص 10.
12. المصدر السابق.  

 

الخطبة 78ج) بنی أمیة فی نهج البلاغة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma