2 ـ أخبار عائشة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
الخطبة 811 ـ الفوارق والمساواة بین الجنسین

عائشة بنت أبی بکر من قبیلة تیم طائفة قریش. أمها «أم الرومان» بنت عامر بن عویمر. ولدت فی العام الرابع من البعثة النبویة، تزوج منها رسول الله(صلى الله علیه وآله) بعد خدیجة. وقفت الى جانب خلافة أبی بکر وعمر وشطرا من خلافة عثمان حتى أصبحت من الناقمین علیه ـ فلما قتل عثمان ظنت أن ابن عمها «طلحة» سیلی الخلافة ولما انتهى أمر الخلافة إلى علی(علیه السلام)سارعت للمطالبة بدم عثمان، فکان من ذلک معرکة الجمل فی البصرة. فلما قتل طلحة والزبیر وهزم أصحاب الجمل أعاده(علیه السلام) إلى المدینة. ذکر ابن سعد فی طبقاته ان عمرا جعل عشرة الاف دینار لازواج النبی لکن عائشة کانت تأخذ اثنی عشر الف دینارا ثم قطعها عنها عثمان. وقد اشتد الخلاف بین عائشة وعثمان بشأن الولید بن عقبة المعروف بفسقه وشربه للخمر وتعرضه لبعض صحابة النبی(صلى الله علیه وآله) مثل عبدالله بن مسعود وقد شهد علیه الناس بذلک فما کان من عثمان الا أن أقام الحد علیهم حسبما صرح البلاذری فی أنساب الاشراف. فلما سمعت عائشة بذلک أخذت بنعلی رسول الله(صلى الله علیه وآله) وهى تنادی هذا ثوب رسول الله(صلى الله علیه وآله) لم یبل وقد أبلى عثمان سنته. فلما قتل عثمان سرت عائشة ولم یدم سرورها بعد أن آلت الخلافة لعلی(علیه السلام).

قال الطبری فی تاریخ الالم والملوک وابن سعد فی الطبقات وابن اثیر فی الکامل لما سمعت عائشة بقتل علی سجدت وانشدت.

فالقت عصاها واستقر بها النوى *** کما قر عینا بالأیاب المسافر وابعد من ذلک ثناءها على ابن ملجم، فلما سمعت زینب بنت ام سلمة منها ذلک انکرته علیها فقالت بلغنی الکبر فنسیت ولا أعود لذلک.

ومن عجائب سیرة عائشة موقفها تجاه عثمان حیث قال کل من صنف فی السیر والاخبار بما فیهم «ابن أبی الحدید» ان عائشة کانت من أشد الناس على عثمان وهى أول من سمى عثمان نعثلا وقالت «اقتلوا نعثلا قتل الله نعثل» والنعثل الکثیر شعر اللحیة کما تعنی العجوز الاحمق وکذلک قیل نعثل فرد یهودی کثیف اللحیة ولا یعلم أی المعانی أرادت عائشة. فلما قتل عثمان وآل الأمر لعلی(علیه السلام) قالت: «قتلوا ابن عفان مظلوم». واضاف ابن أبی الحدید قائلا: جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان. فقالت لها أم سلمة: إنک کنت بالأمى تحرضین على عثمان، وما کان اسمه عندک إلا نعثلا، وانک لتعرفین منزلة علی(علیه السلام) عند رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) أفأذکرک؟ قالت: نعم. فروت لها عن رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) ما یؤکد أحقیته بالخلافة فوافقتها عائشة. فسألتها: فأی خروج تخرجین بعد هذا؟ فقالت: انما أخرج للاسلاح بین الناس.( 1)

وروى الطبری قیل لعائشة لما نادت قتل عثمان مظلوماً إنّک أول من نقمت علیه وقلت اقتلوا نعثلا فقد کفر. فقالت عائشة: نعم لکن قتلوه بعد أن تاب فقتل مظلوماً.(2) وأورد ابن اثیر هذا الکلام فی الکامل.(3)

وقد ذکر البخاری فی صحیحه حسد عائشة لخدیجة.(4)

ومعروفة هى قصة کلاب الحوئب التی بلغتها عائشة فنبحتها فقررت الرجوع بعد أن ذکرت الخبر، فلفقوا لها خمیبن اعرابیا ان هذا لیس بماء الحوأب.(5)

توفیت عائشة فی المدینة فی 10 شوال عام 57 أو 59 فصلى علیها أبوهریرة ودفنت فی البقیع.


1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 4 / 215 (بتلخیص).
2. تاریخ الطبری 3/477 (دار الاعلمی للنشر).
3. الکامل لابن اثیر 3/206 (دار صادر للنشر).
4. صحیح البخاری 5/47، ورد هذا الحدیث فی باب تزویج خدیجة وفضائلها.
5. ذکره ابن أبی الحدید 6/225 والعلامة الامینی فی الغدیر 3/188 عن کتب العامة. 

 

الخطبة 811 ـ الفوارق والمساواة بین الجنسین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma