التقوى فی کل زمان ومکان

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الثالث دور التقوى فی تقریر مصیر الإنسان

کما أوردنا آنفاً فانّ الإمام(علیه السلام) أعقب الحمد والثناء بالدعوة إلى الورع والتقوى التی تختزن کافة مقومات السعادة الإنسانیة وتحدد مکانة الإنسان لدى اللّه وتشکل أفضل الزاد إلى الآخرة. والجدیر بالذکر أنّ الإمام(علیه السلام) لایکتفی بالوصیة بالتقوى بل یشیر إلى جمیع الاُمور التی من شأنها بلوغ التقوى، ومنها النعم الإلهیة المختلفة وقصر عمر الإنسان والاحاطة التامة للّه سبحانه بالناس وأعمالهم وأقوالهم والدروس والعبر التی تتضمنها حیاة الأقوام السابقة، بل وحتى الاُمم الحاضرة، إلى جانب الالتفات إلى هذا المعنى وهو أن هذه الدار الدنیا هى قاعة اختبار وامتحان وأنّ اللّه واتر أنبیائه ورسله وأنزل معهم الکتب السماویة لانذار العباد، والحق أنّ هذا ذروة الفصاحة والبلاغة فی أن تجمع کل هذه الاُمور التی تصور التقوى بمعناها الکبیر بهذا العبارات القصیرة.

حقاً إنّ تأمل هذه الاُمور الواردة فی الخطبة لیقود الإنسان إلى إستشعار الورع والتقوى والاحساس بحضوره سبحانه على الدوام. فأنى للإنسان أن یتمرد على خالفة وقد شعر بفیض نعمه علیه وأیقن بالقیامة والبعث والحساب وآمن بالحجج الإلهیة التی تضمنتها الکتب السماویة وصدحت بها أنبیاء اللّه ورسله والأئمة(علیهم السلام)، وهو یرى قصر عمره وتقلب أحوال الدنیا والدروس والعبر التی إشتملت علیها حیاة سالف الاُمم.

 

القسم الثالث دور التقوى فی تقریر مصیر الإنسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma