الکتاب الجامع

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
جامعیة القرآن والسنة القسم الثالث

جرى الحدیث سابقا عن إتمام الحجة على العباد، وهنا یتوسع الإمام(علیه السلام) فی هذا الموضوع فیقول: «و أنزل علیکم «الکتاب تبیاناً لکلّ شیء» وعمّر فیکم نبیّه أزماناً، حتّى أکمل له ولک م ـ فیما أنزل من کتابه ـ دینه الّذی رضی لنفسه». نعم فقد أنزل سبحانه ذلک الکتاب الجامع الذی ینطوی على کافة المعارف الإلهیة والتعالیم المادیة والمعنویة على جمیع مستویات الحیاة البشریة کما ورد ذلک فی الآیة 89 من سورة النحل: (وَنَزَّلْنا عَلَیْکَ الکِتابَ تِـبْیاناً لِکُلِّ شَیء وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِـینَ). کما منح نبیّه(صلى الله علیه وآله) الفرصة الکافیة لابلاغ الدین واتمامه; الأمر الذی صرحت به الآیة الثالثة من سورة المائدة: (الیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِـیتُ لَکُمُ الإِسْلامَ دِین). ثم خاض فی التفاصیل بغیة توضیح المطلب فقال(علیه السلام): «و أنهى( 1) إلیکم ـ على لسانه ـ محابّه(2) من الاْعْمال ومکارهه، ونواهیه أوامره، وألقى إلیکم المعذرة، واتّخذ علیکم الحجّة، وقدّم إلیکم بالوعید، أنذرکم بین یدی عذاب شدید» فقد أشار الإمام(علیه السلام) إلى إنعدام العذر بفضل القرآن وسنة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وماتضمناه من تعالیم ومفاهیم، فلیس لأی فرد أن یتفوه ببعض الکلمات من قبیل «لم أکن أعلم» أو «لم أقف على هذه الاُمور» أو ما بلغتنی الحجة، والحق أنّ هذه العبارة مصداق واضح لقوله سبحانه فی کتابه العزیز: (قُلْ فَلِلّهِ الْحُـجَّةُ البالِغَةُ)(3).


1. «أنهى» من مادة «إنهاء» الاعلام والابلاغ وهذا هو المراد بها فی العبارة; أی أنّ اللّه ابلغکم ما یلزم على لسان نبیه.
2. «محاب» جمع «محب» اسم مکان مصدر میمی مواضع حبه وتقابل المکاره.
3. سورة الانعام / 149.  

 

جامعیة القرآن والسنة القسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma