لیس کمثله شئ

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الرابعالقسم الثالث

أشار الإمام(علیه السلام) إلى قدرة اللّه وشدة نقمته فی ذات رحمته فقال(علیه السلام): «هو الّذی اشتدّت نقمته على أعدائه فی سعة رحمته»، ثم قال فی الصفة الثانیة: «و اتّسعت رحمته لأولیائه فی شدّة نقمته» فالعبارتان تشیران إلى حقیقة واحدة من زاویتین، وهى أنّ الرحمة الإلهیة الواسعة لاتمنع من شدة العذاب، کما أن العذاب الشدید لایحول دون سعة الرحمة. فالواقع هو أنّ الخوف والرجاء العاملان الرئیسان فی الحرکة نحو الکمال قد تجسداً باروع صورة فی هاتین العبارتین، لنظر العباد بعین إلى رحمته وبالاُخرى إلى نقمته، فلا یغفلون ولا ییأسون، بل یعملوا بین الخوف والرجاء. ثم قال(علیه السلام): «قاهر من عازّه،( 1) ومدمّر(2) من شاقّه،(3) ومذلّ من ناواه،(4) وغالب من عاداه» فالعبارات اشارة إلى حاکمیته المطلقة سبحانه لعالم الوجود. وقد تکررت رحمته الواسعة فی العبارة، مع ذلک فهى لاتعنی سعة الجبابرة والظلمة على مقاومة إرادته سبحانه، وأما إمهاله لهم فانّ ذلک یستند إلى بعض الأسباب، من قبیل امتحان العباد، أو تسلیط بعضهم على البعض الآخر. وبالطبع فانّ عبارات الإمام(علیه السلام) إنّما تستند إلى آیات القرآن، کالآیة الواردة بشأن فرعون: (فَقالَ أَنَا رَبَّکُمُ الاَْعْلى * فَأَخَذَهُ اللّهُ نَکالَ الآخِرَةِ وَالاُْولى)(5) ثم استنتج الإمام(علیه السلام) بعد ذکر هذه الصفات: «من توکّل علیه کفاه، ومن سأله أعطاه ، ومن أقرضه قضاه، ومن شکره جزاه» فهذه النتائج الأربع المترتبة على الأوصاف السابقة فی أنّ الشخص الذی حصل على قدرة وأصبح صاحب نعمة وفیرة لابدّ أنّ یکون ملاذا للمتوکلین ومانحاً للسائلین ومثیباً للمنفقین والشاکرین. وعلیه فمن حرم من الرحمة والعطاء والثواب فهو المقصر حیث لم یطرق بابه سبحانه ولم یقرضه ولم یشکر نعمه. ومرة اُخرى نقول أنّ أغلب عبارات الإمام(علیه السلام) مملوءة بالمضامین الدینیة المستوحاة من الآیات القرآنیة، کالایة: (وَمَنْ یَتَوَکَّلْ عَلى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(6) والآیة الشریفة: (مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً کَثِـیرَةً)(7) والآیة: (لَئِنْ شَکَرْتُمْ لاََزِیدَنَّکُمْ)(8).


1. «عاز» من مادة «معازه» اصلها عزة بمعنى الغلبة والعزیز من یغلب أعدائه ، وقد اُرید بها هنا من رام مشارکة اللّه فی شئ من عزته .
2. «دمر» من مادة «تدمیر» واصلها الدمار بمعنى الهلاک.
3. «شاق» من مادة «مشاقة» العداء والمراد بها هنا المنازعة.
4. «ناوأه» خالفه من «نوء» على وزن نوع وتعنی القیام مع المشقة واُرید بها هنا من یقف بوجه الارادة الإلهیة فتذله.
5. سورة النازعات / 24ـ25.
6. سورة الطلاق / 3.
7. سورة البقرة / 245.
8. سورة إبراهیم / 7. 

 

القسم الرابعالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma