«وَمُسْتَقَرِّ ذَوَاتِ الأَجْنِحةِ بِذُرَاً شَنَاخِیبِ الْجِبَالِ، وَتغرید ذَوَاتِ الْمَنْطِقِ فِی دَیَاجِیرِ الأَوْکَارِ، وَمَا أَوْعَبَتْهُ الأَصْدَافُ، وحَضَنَتْ عَلَیْهِ أَمْوَاجُ الْبِحَارِ، وَمَا غَشِیَتْهُ سُدْفَةُ لَیْل، أَوْ ذَرَّ عَلَیْهِ شَارِقُ نَهَار، وَمَا اعْتَقَبَتْ عَلَیْهِ أَطْبَاقُ الدَّیَاجِیرِ، وَسُبُحَاتُ النُّورِ; وَأَثَرِ کُلِّ خَطْوَة، وَحِسِّ کُلَّ حَرَکَة، وَرَجْعِ کُلِّ کَلَمَة، وَتَحْرِیکِ کُلِّ شَفِة، وَمُسْتَقَرَّ کُلِّ نَسَمَة، وَمِثْقَالِ کُلِّ ذَرَّةِ، وَهَمَاهِمِ کُلِّ نَفْس هَامَّة، ومَا عَلَیْهَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَة، أَوْ ساقِطِ وَرَقَة; أَوْ قَرَارَةِ نُطْفَة، أَوْ نُقَاعَةِ دَم وَمُضْغَة، أَوْ نَاشِئَةِ خَلْق وَسُلاَلَة; لَمْ یَلْحَقْهُ فِی ذلِکَ کُلْفَةٌ، وَلاَ اعْتَرَضَتْهُ فِی حِفْظِ مَا ابْتَدَعَ مِنْ خَلْقِهِ عَارِضَةٌ، وَلاَ اعْتَوَرَتْهُ فِی تَنْفِیذِ الأُمُورِ وَتَدَابِیرِ الْمَخلُوقِینَ مَلاَلَةٌ وَلاَ فَتْرَةٌ، بَلْ نَفَذَهُمْ عِلْمُهُ، وَأَحْصَاهُمْ عَدَدُهُ، و وسعهم عَدْلُهُ، وَغَمَرَهُمْ فَضْلُهُ، مَعَ تَقْصِیرِهِمْ عَنْ کُنْهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ».