نظرة إلى الخطبة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
دعونی والتمسوا غیریالخطبة 92

قال المرحوم العلاّمة الخوئی ـ أحد شرّاح نهج البلاغة ـ: اعلم أنّ المستفاد من الروایات الآتیة وغیرها فی سبب هذا الکلام هو أنّ خلفاء الجور بعد ما غیروا سنة رسول الله(صلى الله علیه وآله)وسیرته التی کان یسیرها من العدل بالقسمة والمساواة بین الرعیة، ففضلوا العرب على العجم، والموالی على العبید، والرؤ ساء على السفلة، وآثر عثمان أقاربه من بنی امیة على سائر الناس وجرى على ذلک دیدنهم سنین عدیدة، واعتاد الناس ذلک أزمنة متطاولة حتى نسوا سیرة الرسول(صلى الله علیه وآله) وکان غرض الطالبین لبیعته(علیه السلام)أن یسیر فیهم مثل سیرة من سبق علیه من المتخلفین من تفضیل الشریف على الوضیع، وکان(علیه السلام) تفرس ذلک منهم وعرفه من وجنّات حالهم فخاطبهم بهذا الکلام اتماماً للحجة واعلاماً لهم بأنّه(علیه السلام) ان قام فیهم بالأمر لا یجیبهم إلى ما طمعوا فیه من الترجیح والتفضیل فقال(علیه السلام): «دعونی والتمسوا غیری» للبیعة، «فانا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان» وهو إنذار لهم بالحرب وإخبار عن ظهور الفتن واختلاف الکلمات وتشتت الاراء وتفرق الأهواء(1)، کما أشار ضمنیا إلى زهده (علیه السلام)بالخلافة والمقامات الظاهریة. وقد رفض بیعة القوم، حتى لایتصور أحد أنّ قبول الإمام(علیه السلام)بیعة الناس کانت لرغبته بالخلافة.

«دَعُونی وَالْتَمِسُوا غَیْری; فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ; لاَ تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، وَلاَ تَثْبُتُ عَلَیْهِ الْعُقُولُ. وَإِنَّ الاْفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، وَالْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَکَّرَتْ. وَاعْلَمُوا أَنِّی إِنْ أَجَبْتُکُمْ رَکِبْتُ بِکُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَکْتُمُونِی فَأَناَ کَأَحَدِکُمْ; وَلَعَلَّی أسْمَعُکُمْ وَأَطْوَعُکُمْ لِمَنْ وَلَّیْتُمُوهُ أَمْرَکُمْ، وَأَنَا لَکُمْ وَزِیراً، خَیْرٌ لَکُمْ مِنِّی أَمِیراً!».


1. منهاج البراعة 7/62. 
دعونی والتمسوا غیریالخطبة 92
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma