2 ـ لم لا یتحملوا عدالة علی(علیه السلام)؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
3 ـ لم وزارته(علیه السلام) خیر من إمارته؟1 ـ لم قال دعونی؟

لاشک أن بیعة علی(علیه السلام) ـ وطبق أقوال جمیع المؤرخین ـ کانت الأعظم والأکمل بیعة، ولاسیما مقارنة ببیعة السقیفة التی لم تتجاوز بضعة أشخاص، وقد استندت بیعة عمر إلى وصیة الخلیفة الأول، کما تمت البیعة لعثمان بثلاثة آراء من تلک الشورى المؤلفة من ستة أعضاء، أمّا البیعة لعلی(علیه السلام) فقد تمت من قبل جمیع أبناء الاُمّة، مع ذلک کان الإمام(علیه السلام) مکرها على قبولها بسبب تلک الظروف الصعبة والملابسات التی عاشها المجتمع الإسلامی من جراء سیاسة الخلفاء، فقد أورد المؤرخ المعروف ابن أثیر فی الکامل بهذا الشأن قائلاً: أتى المصریون علی(علیه السلام) بعد مقتل عثمان وقال بعضهم لبعض لئن رجع الناس إلى أمصارهم بغیر إمام لم نأمن الاختلاف وفساد الاُمّة. فغشى الناس علی(علیه السلام) بعد أن باعدهم وقالوا له: نبایعک فقد ترى ما نزل بالإسلام وما ابتلینا به من بین القرى. فقال علی(علیه السلام): «دعونی والتمسوا غیری فانا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان لاتقوم به القلوب ولاتثبت علیه العقول». فقالوا: ننشدک الله! ألا ترى ما نحن فیه؟ ألا ترى الإسلام؟ ألاترى الفتنة؟ ألا تخاف الله؟ فقال: «قد أجبتکم، واعلموا أنی إن اجبتکم رکبت بکم ما أعلم، وان ترکتمونی فانما أنا کاحدکم، الا أنی أسمعکم وأطوعکم لمن ولیتموه»، ثم افترقوا على ذلک واتعدوا الغد. وتشاور الناس فیما بینهم وقالوا: إن دخل طلحة والزبیر فقد استقامت، فبعث البصریون إلى الزبیر حکیم بن جبلة وقالوا: احذر تحابه ومعه نفر، فجاؤوا به یحدونه بالسیف، فبایع، وبعثوا إلى طلحة الأشتر ومعه نفر، فاتى طلحة، فقال: دعونی أنظر ما یصنع الناس، فلم یدعه، فجاء به یتله تلاً عنیفاً، وصعد المنبر فبایع ـ ثم خاض ابن أثیر فی تفاصیل بیعة عامة الاُمّة.(1)

فالحق أنّ علی(علیه السلام) کان یعلم مدى صعوبة السیر على الحق وبسط العدل فی ربوع هذه الجماعة التی تربت على مفردات الظلم والجور، مع ذلک لم یکن یتوانى(علیه السلام) من التضحیة حتى بنفسه من أجل حفظ المبادىء الإسلامیة فلم یکن هدف الإمام(علیه السلام)الاستیلاء على الخلافة مهما کان الثمن، بل کان یرى الحکومة وسلیة لحفظ القیم الإسلامیة; الأمر الذی یصعب إدراکه على من لیس له علم بفحوى رسالة الأنبیاء والاولیاء، فقد نقل ابن أبی الحدید عبارة رائعة عن بعض العلماء بهذا الشأن إذ قال: وبهذا ونحوه استدل أصحابنا المتکلمون على حسن سیاسته وصحة تدبیره، لأنّ من منی بهذه الرعیة المختلفة الأهواء، وهذا الجیش العاصی له، المتمرد علیه، ثم کسر بهم الأعداء، فلیس یبلغ أحد فی حسن السیاسة وصحة التدبیر مبلغه. إنّ سیاسته (علیه السلام) إذا تاملها المنصف متدبراً لها بالاضافة إلى احواله التی دفع الیها مع أصحابه، جرت مجرى المعجزات لصعوبة الأمر وتعذره.(2)


1. الکامل لابن أثیر 3/193.
2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 7/73. 
3 ـ لم وزارته(علیه السلام) خیر من إمارته؟1 ـ لم قال دعونی؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma