«عِبَادَ اللّهِ، أوصِیکُمْ بِالرَّفْضِ لِهذِهِ الدُّنْیَا التَّارِکَةِ لَکُمْ وَإِنْ لَمْ تُحِبُّوا تَرْکَهَا، وَالْمُبْلِیَةِ لأَجْسَامِکُمْ وَإنْ کُنْتُمْ تحبون تجدیدها، فَإِنَّمَا مَثَلُکُمْ وَمَثَلُهَا کَسَفْر، سَلَکُوا سَبِیلا فَکَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ، وَأَمُّوا عَلَماً فَکَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ. وَکَمْ عَسَى الْمُجْرِی إِلَى الْغَایَةِ أَنْ یَجْرِىَ إِلَیْهَا حَتَّى یَبْلُغَهَا! وَمَا عَسَى أَنْ یَکُونَ بَقَاءُ مَنْ لَهُ یِوْمٌ لاَ یَعْدُوهُ، وَطَالِبٌ حَثِیثٌ مِنَ الْمَوتِ یَحْدُوهُ وَمُزْعِجٌ فِی الدُّنْیَا حَتَّى یُفَارِقَهَا رَغْماً! فَلَا تَنَافَسُوا فِی عِزِّ الدُّنْیَا وَفَخْرِهَا، وَلاَ تَعْجَبُوا بِزِینَتِهَا وَنَعِیمِهَا، وَلاَ تَجْزَعُوا مَنْ ضَرَّائِهَا وَبُؤْسِهَا، فَإِنَّ عِزَّهَا وَفَخْرَهَا إِلَى انْقِطَاع، وَإِنَّ زِینَتَهَا وَنَعِیمَهَا إِلَى زَوَال، وَضَرَّاءَهَا وَبُؤْسَهَا إلى نَفَاد، وَکُلُّ مُدَّة فِیهَا إلَى انْتِهَاء، وَکُلُّ حَىٍّ فِیهَا إِلَى فَنَاء».