«حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ، وَالاَمْرُ مَقَادِیَرهُ، وَأُلْحِقَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ، وَجَاءَ مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا یُرِیدُهُ مِنْ تَجْدِیدِ خَلْقِهِ، أَمَادَ السَّماءَ وَفَطَرَهَا، وَأَرَجَّ الأَرْضَ وَأَرْجَفَهَا، وَقَلَعَ جِبَالَها وَنَسَفَهَا، وَدَکَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَیْبَةِ جَلاَلَتِهِ وَمَخُوفِ سَطْوَتِهِ، وَأَخْرَجَ مَنْ فِیهَا، فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلاَقِهمْ، وَجَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقِهِمْ، ثُمَّ مَیَّزَهُمْ لِما یُریدُهُ مِنْ مَسْأَلَتِهِمْ عَنْ خَفَایَا الأَعْمَالِ وَخَبَایَا الاَفْعَالِ، وَجَعَلَهُمْ فَرِیقَیْنِ: أَنْعَمَ عَلَى هؤُلاَءِ وانْتَقَمَ مِنْ هؤُلاَءِ».