«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّی أُحَذِّرُکُمُ الدُّنْیَا; فَإِنَّهَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، وَتَحَبَّبَتْ بِالْعَاجِلَةِ، وَرَاقَتْ بِالْقَلِیلِ، وَتَحَلَّتْ بِالاْمَالِ، وَتَزَیَّنَتْ بِالْغُرُورِ. لاَ تَدُومُ حَبْرَتُهَا، وَلاَ تُؤْمَنُ فَجْعَتُهَا. غَرَّارَةٌ ضَرَّارَةٌ، حَائِلَةٌ زَائِلَةٌ، نَافِدَةٌ بَائِدَةٌ، أَکَّالَةٌ غَوَّالَةٌ. لاَ تَعْدُو ـ إِذَا تَنَاهَتْ إِلَى أُمْنِیَّةِ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِیهَا وَالرِّضَاءِ بِهَا ـ أَنْ تَکُونَ کَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَى سُبْحَانَهُ: «کَمَاء أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاَْرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیَاحُ وَکَانَ اللّهُ عَلَى کُلِّ شَیْء مُقْتَدِراً».