اُسس الموفقیة والنجاة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الثانیالثقة القیّمة

بیّن الإمام (علیه السلام) فی هذا المقطع من الخطبة والذی یشکل فی الواقع مقدمة للقسم الثانی الذی یتحدث عن أهمیّة التقوى وآثارها، حقیقة جذور الورع والتقوى والتی یکمن أهمّها فی الإیمان والیقین والمعرفة، والإیمان القوی والراسخ الذی یبلغ بصاحبه درجة تجعله کأنّه یرى الله ویشاهد نعم الجنّة ونیران جهنّم، وممّا لا شک أنّ مثل هذا الإیمان هو مادة التقوى.

أضف إلى ذلک فقد أشار إلى الموانع الأصلیة لهذا الأمر والتی تتمثل بالنفس الطائشة على أنّ الاستعانة باللطف الإلهی، هو سبیل النجاة منها وقد تطرق إلى ما ورد فی سورة یوسف وشأنه مع زلیخا: (إِنَّ النَّفْسَ لاََمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّی إِنَّ رَبِّی غَفُورٌ رَحِیمٌ)(1).

حیث استعان بعدّة وسائل من أجل بلوغ هذا الهدف ومن ذلک حمد الله والثناء علیه وشکره على النعم والبلاء والحدیث عن التوبة والاستغفار بصفته أحد العوامل المؤثرة فی التوفیق فی هذا المسیر، وما أن یتمّ الانتهاء من هذا البرنامج الإلهی حتى یشرع بحث التقوى على أنّه من الأبحاث المداعبة للقلب والتی تختزن تعتبر غایة فی التأثیر ولو استفاد المرّبون وأساتذة درس الأخلاق من هذا الطریق الذی علمناه الإمام (علیه السلام) لتحقیق هذا الهدف لما کان هناک من شک فی تأثیر حدیثهم ونفوذ کلامهم.


1. سورة یوسف / 53.

 

القسم الثانیالثقة القیّمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma