1 ـ صلاة الاستسقاء

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
2 ـ الذنب وزوال البرکةتفسیر ما فی هذه الخطبة من الغریب

صلاة الاستسقاء واحدة من التعالیم الإسلامیة القیمة والتی ذکرها عامّة فقهاء المسلمین من الفریقین فی کتبهم الفقهیة، ومن جملة الآداب التی أوردتها مصادر أتباع أهل البیت(علیهم السلام)بشأن هذه الصلاة أن یصوم الناس ثلاثة أیّام ویتجهون فی الیوم الثالث وهم صیام إلى خارج المدینة، ویأتون برکعتین على غرار رکعتی عید الفطر والأضحى حیث تشتمل الرکعة الأولى على خمس قنوتات والثانیة على أربع قنوتات، ولکن یقنتون بالأدعیة الواردة بشأن الاستسقاء ونزول الرحمة والمغفرة بدلاً من الدعاء المأثور المختص بالعید، فیصلون على النبی وآله قبل کل دعاء، فان فرغ الإمام من الصلاة قلّب العباء رجاء نزول المطر واستقبل القبلة وکبر بأعلى صوته مئة مرّة (ویکبر الناس معه) ثم یلتفت إلى الناس ویتّجه یمیناً ویسبّح الله سبحانه بصوت عال مئة مرّة ثم یلتفت شمالاً ویهلل بصوت عال مئة مرّة، ثم یستقبل الناس ویحمد الله مئة مرّة ویردد الناس من بعده، آنذاک یرفع یدیه إلى السماء ویتضرع مع الناس إلى الله سبحانه وتعالى یسأله الرحمة ویؤمن الناس على دعائه.

وقد ورد فی بعض الروایات التصریح بأن یحملوا معهم إلى الصحراء الشیوخ و النساء والأطفال وحتى الحیوانات الجائعة العطشى وأن یفرّق بین الآباء وأولادهم بهدف التأثیر على الناس حین یتّجهون إلى الله فی الدعاء(1).

فانّ تعذر علیهم القیام بکل هذه الأمور تابوا إلى الله واستغفروه من ذنوبهم ورفعوا أیدیهم بالدعاء جمعة سائلین الله سبحانه العفو الرحمة.

حقّاً إنّها لمراسم ذات آثار عجیبة أدناها حالة التضرع والخشوع التی یعیشها الداعی إلى الله تعالى، فهى تربط الفرد بالذات الإلهیّة المقدّسة لله سبحانه الرحمن الرحیم وتؤدّی إلى نزول الرحمة وشموله بها.

أضف إلى ذلک فانّ لهذه الصلاة أثارها الکبیرة فی تربیة النفوس والتوبة من الذنوب والعودة إلى الطهر والعفاف، والذی یستتبع أحیاناً نزول المطر الذی یعود على الجمیع بالخیر والبرکة ویستفاد من الروایات أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) کان یدعو بدعاء الاستسقاء حین یشکو إلیه الناس من القحط والجدب، فکانت تنزل الأمطار بما یجعل الناس یطلبون توقفه(2).

وتفید القرائن أنّ أمیر المؤمنین (علیه السلام) أورد هذه الخطبة بعد صلاة الاستسقاء حیث جاء فی بعض الروایات التی نقلت هذه الخطبة بصورة تامة العبارة: «اللّهُمّ إنّا خَرجنا إِلَیک» التی تکشف اتجاهه (علیه السلام) مع الناس إلى الصحراء ویختص هذا العمل عادة بصلاة الاستسقاء، وورد فی بعض الروایات أنّ علیاً (علیه السلام) بکى آخر هذه الخطبة وقد سأل الله سبحانه وتعالى بعبارات تفیض لوعة وحرقة.

وسیأتی تفاصیل ذلک حین شرحنا للخطبة 143 من نهج البلاغة الواردة بشأن صلاة الاستسقاء.


1. ذکرت آداب صلاة الاستسقاء فی أغلب المصادر الفقهیة وکتب الحدیث ومنها جواهر الکلام 12/127 وتحریر الوسیلة للإمام الخمینی، ج1 و ج5، ص162 من وسائل الشیعة.
2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 7/272; بحار الانوار 88/329.

 

2 ـ الذنب وزوال البرکةتفسیر ما فی هذه الخطبة من الغریب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma