الثناء على الأصحاب

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
الخطبة 119الأصحاب الأوفیاء

أثنى الإمام (علیه السلام) ثناءاً بلیغاً على أصحابه بعد معرکة الجمل، حیث استطاعوا بمدّة قیاسیة ومن خلال إتحادهم وصمودهم وقوّة إیمانهم من القضاء على قدرات العدو وإخماد نار الفتنة فی تلک المنطقة الإسلامیة الحساسة (البصرة).

بینما توالت الخطب التی تعرض بالذمّ لطائفة أخرى من أصحابه، وذلک بعد معرکة صفین التی انتهت بفشلهم بفعل اختلاف کلمتهم وضعفهم فی عقیدتهم وإرادتهم وعدم طاعتهم وإمتثالهم للأوامر، ولم یکن ذیک سوى فی اللحظات الأخیرة التی أوشک النصر فیها على التحقق والرسوخ، فذلک الثناء وهذا الذم یفید أن کل ذلک یتمّ على أساس حساب تخطیط ولیس هناک من تناقض فی الأمر، کما لم تطلق کلمة فی هذا المجال تتعارض والحکمة والمصلحة، الأمر الذی ربّما یلتبس على البعض الذین لا یعلمون بشأن وورد هذه الخطبة.

النقطة الأخرى هى أنّ الإمام (علیه السلام) عین فی هذا الکلام القصیر وظیفة الاُمة تجاه الحکومة، فیجب علیها من جانب الوقوف من أجل استقطاب الأوفیاء ودفع الحاقدین، ومن جانب آخر التمعن فی کافة الأنشطة السیاسیة والاجتماعیة والعسکریة وإبداء المقترحات النافعة والانتقادات البناءة بهذا الخصوص.

ثم یشیر فی آخر عبارة من هذه الخطبة إلى نقطة مهمّة وهى مسألة الولایة الإلهیّة، وهو الأمر الذی أکدّه النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی خطبة الغدیر حیث قال: «أَلَستُ أَولى بِکُم مِنْ أَنفُسِکُم»، فردّ المسلمون: بلى یا رسول الله، ثمّ قال (صلى الله علیه وآله): «مَنْ کُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِیٌّ مولاُ». .هکذا قطع رسول الله (صلى الله علیه وآله) الأعذار على جمیع من یتشبث بالحجج الواهیة ویختلق الذرائع لیقول الولی هنا بمعنى الصدیق.

والطریف فی الأمر أنّ العلاّمة الأمینی صاحب کتاب الغدیر قد نقل العبارة: «أَلَستُ أَولى بِکُم مِنْ أَنفُسِکُم» من أربعة وستین محدّثاً ومؤرخاً إسلامیاً، وهذا ما یؤکد إتفاق الجمیع على هذه العبارة(1)، فالإمام (علیه السلام) ذکر هذه النقطة فی الخطبة وأقسم قائلاً: «فَواللّهِ إِنِّی لاََوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ!».

من الواضح أنّ المراد من هذ العبارة هو أنّ أوامر الإمام المعصوم کأوامر الله تبارک وتعالى مقدمة على رغبات الناس، وإن کانت هذه الأوامر تصبّ فی طریق مصالح المجتمع ومنافعه.


1. الغدیر 1/371.

 

الخطبة 119الأصحاب الأوفیاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma