نظرة إلى الخطبة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الأولالخطبة 121

لابدّ من الالتفات إلى مناسبة وورد الخطبة من أجل الوقوف على عمق محتواها ومضمونها، فهذا الکلام یرتبط بمعرکة صفین حین نهى الإمام (علیه السلام) الناس عن قبول التسلیم للتحکیم، ثم دعاهم إلى قبوله، والمعروف بهذا الشأن أنّ عمرو بن العاص فکر بخدعة حین شارف جیش الشام على الهزیمة، فأمر برفع المصاحف ووضعها على أسنة الرماح، ثم دعى أصحاب علی (علیه السلام) إلى تحکیم القرآن، فانخدع لذلک الکثیر من السذج من أصحاب علی (علیه السلام)فکفوا عن القتال واستجابوا لطلب أهل الشام، ثم أصروا على تحکیم القرآن بشأن مصیر المعرکة فی أن ینهض حکم من جیش الإمام (علیه السلام) وآخر من جیش معاویة، وبلغ بهم الأمر أن هددوا الإمام قائلین: «إن لم تفعل قتلناک کما قتلنا عثمان».

الإمام کان یعلم بأنّ تلک مصیدة خطیرة کمنت فی طریقهم ورغم مخالفته لهذا العمل، وإصراره على مواصلة القتال، غیر أنّه اُجبر على التسلیم للتحکیم، وهذا ما دفع بالبعض للإعتراض على الإمام علی (علیه السلام)، وفحوى اعتراضهم إنّک نهیتنا عن التحکیم، والیوم تأمرنا به؟

فالخطبة ردّ على هذا الاعتراض وقد أشار الإمام (علیه السلام) إلى عدّة أمور فی إطار الجواب فقال أولاً: هذه نتیجة طبیعیة لفعلکم وعدم تبعیتکم لإمامکم، فلو عملتم بما أمرتکم به وواصلتم القتال لما أصبحتم الیوم تعانون من هذه المشکلة، ثم بیّن الإمام نقاط ضعفهم التی أدّت إلى هذه المشکلة الکبیرة وفی المرحلة الثالثة ذکر طائفة من أوائل المسلمین فی صدر الإسلام کانت تهب مسرعة لتلبیة نداء الجهاد ومواجهة العدو بفعل قوّة إیمانها، فکانت تنتصر دائماً (إشارة إلى أن طریق النصر ما سلکوه، لا ما أنتم علیه).

وأخیراً یعرض لهم بالنصح ثانیة فی مراقبة أنفسهم والحذر من مصائد الشیطان.

 

القسم الأولالخطبة 121
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma